هل الحب أقوى أم المودة

بما أن الكلام سيكون عن الحب والمودة فلا بد من تعريف كل منهما أولاً تعريفا وافيا لنستطيع أن نحكم أيهما أقوى.
عرف بعضهم الحب أن المشاعر القلبية المتعلقة بالعاطفة والغزل وهو صفة نفسية منبعها القلب.
أما المودة فهي التطبيق العملي لهذا الحب، فهي النتيجة النهائية لهذا الحب.
فإذا الحب هو السبب المؤثر في العلاقة التي تنتج عنها المودة، والأسرة السليمة هي التي تقوم على هذين الأساسين معاً الحب والمودة.
ولنستطيع أن نحكم أكثر علينا أن نعرف ما هي علامات الحب وما هي علامات المودة.

ما هي علامات الحب؟ 
للحب علامات كثير ومشاعر واضحة لا يستطيع المحب إخفاءها مهما حاول فهي تظهر بنظرة عين أو بكلمة ينطقها بغير شعور هو حالة يعيشها المحب لا يستطيع وصفها سواه، فما هي هذه العلامات؟
  • التصرف بغير منطق في كثير من الأحيان لأن المحب في كثير من الأحيان لا يعي تصرفه إذ يكون الدافع في التصرف قلبي نفسي وليس عقليا.
  • إطالة النظر في وجه المحب يقال في هذا "ولا شيء أقرُّ لعين المحبِّ من رؤية محبوبه.
  • التفكير المستمر بالحبيب وأحيانا يصل الأمر إلى ذكر اسمه بدل اسم آخر قصده في المناداة.
  • الإيثار بمعنى تفضل المحب حبيبه على نفسه في كل شيء، ويكون ذلك عن طيب خاطر منه وسرور.
  • الاشتياق المستمر الذي لا يعرف أن يسكن، فتبقى مشاعر الاشتياق نابضة عند المحب.
  • استعداد المحب لتقديم تنازلات في حياته من أجل محبوبه.
ماهي علامات المودة؟
كنا قد تحدثنا آنفا أن الحب هو المشاعر النفسية النابعة من القلب وأن المودة هي انعكاس هذه المشاعر على التصرفات، ولكل منه علاماته فللحب علامات وقد ذكرناها والآن نعرض علامات المودة، مع العلم أن هذه العلامات تختلف من شخص لآخر باختلاف تكوين شخصيته، ولكننا هنا نذكر الأعم الأغلب في أحوال الناس.

علامات المودة:
  • عدم القسوة في ردود فعل المحب، فإذا ما تصرف الحبيب تصرفا يغضب المحب فلا يثور ثورة الغضب، وإنما يأخذ الأمور بروية وهدوء.
  • تقديم الهدايا في المناسبات وغيرها، لأن المحب يسعده إدخال الفرح والسعادة على قلب محبوبه؛ لذلك يتحين الفرص والمناسبات ليقدم له ما يسعده.
  • تنفيذ ما يطلبه الحبيب دون تردد وبحب سواء أكان ذلك طعاما أو طلبا ويكون ذلك بحب وسعادة داخلية وإن قدم له شيئا من صنع يده تكاد تشعر أنه يقول: "صُنِعَ بحب".
  • المسامحة في التصرفات إذا لا يدقق وراءه بأفعاله، ويأخذ الأمور على محمل الود وإن أراد أن تأديبه تراه يعاتبه برفق دون أن يشعر.
  • البدء بالأفعال الحسنة الجميلة والمبادرة فيها، كتقديم القهوة صباحا، أو تحضير الفطور.
  • الدعم النفسي فإذا ما مر الحبيب بأمر نفسي صعب ترى المحب يقف إلى جانبه ويواسيه ويخفف عنه ويكون ذلك في جميع أمور الحياة.
  • الوقوف إلى جانب الحبيب في المواقف التي تفرحه كالتخرج من الجامعة أو إنها دورة لموضوع معين.
لقد ذكرنا علامات الحب وعلامات المودة بإيجاز ولاحظنا أنه في بعض الأحيان يختلط علينا الأمر هل هذا من الحب أم من المودة ولكن لو حفظنا القاعدة التالية أن الحب مشاعر والمودة ترجمة هذه المشاعر بالتصرفات أو إن صح القول انعكاس هذه المشاعر على التصرفات.

هل الحب سابق للمودة أم المودة سابقة للحب؟
لا وجود للمودة إن لم يكن الحب، فالحب سابق للمودة ويأتي قبلها وهي انعكاس له وتقوية له، وهي السلوك الناتج عن الحب، قال تعالى: (وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجاً لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآياتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُون) (الروم:21)
إذا افترضنا أن الزواج يقوم على الحب فهو سابق للمودة لأن المودة ذكرت بعده في الآية الكريمة فالزواج هو الجالب للمودة بسبب ما يحدث بين الزوجين من معاشرة وانسجام.
فالحب هو السبب الذي تنتج عنه المودة فهو أقوى منها إذ لا وجود للمودة دون حب.
هل الحب أقوى أم المودة
المقالات