الطفولة مرحلة عمرية مبكرة، تتمثل فيها البراءة الانسانية بصورها الفطرية الخالية من الشوائب والطفل هو بذرة شباب المستقبل، الذي سيبني مجتمع الغد
ولكن كيف للمجتمع بالعموم والاسرة بالخصوص، أن تحتضن الطفل وتأخذ بيده وتربيه من خلال مراحل عمره الطفولية، وصولاً إلى مرحلة الشباب بإسلوب يحمل طابع الحنو، مع فسحة من الحرية،
و لكن الأخذ بيده لايعني برمجة الطفل كآلة، أو أنه كائن ناقص، أو أنه خاضع لمجموعة من الأوامر والنواهي الصارمة، بل يجب أن يعامل على أنه كائن لا يقل عنا نحن الكبار.
كيف يمكن تنشئة الطفل تنشئة صحية سليمة؟
الطفل كائن رهيف طري العود، من حقه أن يؤمن له البيئة الدافئة الحانية، من أجل تنشئة النشأة الصحية السليمة، من خلال توجيه الاهتمام إلى:
الحفاظ على ممارسته الأنشطة البدنيّة والفكرية.
الاهتمام بمشاعر الطفل، حيث تزداد ثقته بنفسه، ويحقق الرضا تجاه ذاته.
التغذية الجيدة أساس لصحة الطفل، لما لها من تأثير على نموه وتطوره بشكل سليم.
ومن حق الطفل الاستفادة من خدمات التعليم التي توفرها الدولة، كالمدارس والمراكز الثقافية والرياضية.
الاهتمام بقدرات الطفل ومواهبه وإظهارها وتنميتها.
توجيه قدرات وطاقة الطفل إلى الأشياء المفيدة، التي تزيد من مهاراته وتصقل سلوكه.
تعزيز مهارات التواصل والتعاون البناء بين الطفل مع الآخرين.
ترغيبه وتحبيبه في الأمور الدِّينية وتشجيعه عليها، وغرس المبادئ الاخلاقية الحسنة، ليكون فرداً فاعلاً في المستقبل، يفيد أسرته ومجتمعه.
عدم عقاب الطفل بالضرب، بل اسخدام أسلوب الترغيب.
تربية الطفل على مكارم الأخلاق والصدق، واحترام الآخرين، والتسامح، والحرية، والمساواة، والإخاء.
الأمم المتحدة و حقوق الطفل:
حرصاً على بناء طفولة سعيدة وسليمة، أقرت الأمم المتحدة اتفاقية حقوق الطفل سنة 1989، ونفذت في سنة 1990 والتي تتضمن العديد من النقاط منها:
الطفولة تمتد حتى عمر 18سنه.
جميع أعضاء الأسر البشرية يتمتعون بالكرامة المتأصلة بالحقوق المتساوية.
الأطفال ليسوا مجرد تابعين لوالديهم، يتخذون القرارات عنهم حتى يصبحوا بالغين، وإنما هم أفراد يتمتعون بحقوق خاصة بهم.
الطفولة هي مرحلة خاصة ومحمية، يجب أن يتاح للأطفال خلالها أن ينموا ويلعبوا ويتعلموا و يتطوروا، مع تعزيز حق الطفل في المشاركة في الحياة الثقافية والفنية.
تتعهد الدول بأن تضمن للطفل الحماية والرعاية اللازمتين لرفاهه، مراعية حقوق وواجبات والديه، أو أوصيائه، ولتحقيق هذا الغرض، يجب اتخاذ جميع التدابير التشريعية والإدارية المناسبة.
حق الطفل في الحماية من الاستغلال الاقتصادي، ومن القيام بأي عمل قد يشكل خطورة عليه، أو أن يعيقه عن التعليم.
الأخذ بعين الاعتبار عادات وتقاليد الشعوب، وقيمها الثقافية المتعلقة بحقوق الطفل.
كيف اهتم الدين الإسلامي بالطفولة؟
الجدير بالذكر أن الاهتمام بالطفولة ليس وليد العصر الحديث، وإنما يعود إلى عصور سابقة، وقد أولتها الأديان العناية بها.
مثال ذلك اهتمام الدين الإسلامي بالطفل، الذي هو ثمرة الزواج، حيث جعل للطفل حقوقا حتى قبل ولادته، من أجل أن يتحقق له بعد مولده حياة طيبة كريمة صالحة، فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ً(يا معشر الشباب، من استطاع منكم الباءة فليتزوج، ومن لم يستطع فعليه بالصوم، فإنه له وجاء)،ً فالاستطاعة هنا هي القدرة والإمكانيات المادية والبدنية والنفسية الكافية لتنعكس ايجابياً في المستقبل على تأمين احتياجات ومتطلبات الأسرة عموماً، والطفل خصوصاً. ومن حقوق الطفل أيضاً، أن يحسن والديه اختيار بعضهما البعض، خاصة اختيار الرجل لزوجة المستقبل، حتى ينشأ الطفل في بيئة أسرية صحية، قادرة على تربيته التربية الصحيحة.