ما هي تأثير وسائل التواصل الاجتماعي على الأسرة

الاتصال والتواصل اصطلاحاً ولغةً: لغةً هو وصل الشيء بغيره، أما اصطلاحاً فله عدة تعاريف منها استمرار العلاقة بين المشاركين، أو علاقة بين فردين على الأقل أو نقل المعلومات والأفكار المشاعر من مرسل إلى مستقبل لتحقيق هدف ما محدد.
 
ثورة في تقنيات الاتصال:
شهدت البشرية منذ بداية الألفية الثالثة ثورة حقيقية في مجال تقنيات المعلومات والاتصالات، والتي مازالت تتزايد وتتعمق حتى أيامنا هذه في مختلف النشاطات البشرية، والتي منها تكنولوجيا الإنترنت، حيث كان الهاتف الثابت والإنترنت وسيلة الاتصال الأساسية بين أفراد المجتمع حتى عام 2000
وفي أيامنا هذه حدث تطور سريع في وسائل التواصل الاجتماعي، وزيادة تطبيقات الاتصال المستخدمة من قبل مليارات من الناس (5.15 مليار انسان 63% من عدد السكان عام 2022)، حيث مكنت تقنيات الهواتف النقالة من استخدام شبكات الإنترنت بشكل واسع بعد أن ربطت جميع دول العالم بالشبكة العنكبوتية، وجعلت الكرة الأرضية كقرية صغيرة، فلتقنيات الاتصالات دور هام وفاعل في جميع مجالات الحياة البشرية من سياسية واجتماعية وثقافية وعسكرية واقتصادية وصحية وعلمية وزراعية ..... الخ، وأصبحت أحد مقومات القوة والهيمنة للدول تكنولوجياً، وتُعتبر وسائل التواصل الاجتماعي وسيلة سهلةً للتواصل بين المُستخدمين في جميع أنحاء العالم، على مستوى الدول فيما بينها متجاوزين الحدود الجغرافية بين بلدانهم. 
 
ما هو تأثير وسائل التواصل الاجتماعي على الاسرة؟
تعرضت الأسرة في السنوات الأخيرة إلى تحولات في العلاقات بين أفرادها، نتيجة عدة عوامل لعل أهمها، ثورة تكنولوجيا المعلومات والاتصالات، والتي من أوضح مظاهرها وسائل التواصل الاجتماعي، التي أصبحت تشكل عاملا هاما في حياة أفرادها، وبالرغم من إيجابيات هذه الوسائل، إلا أن الاستخدام الخاطئ لها أدى إلى إفراز الكثير من السلبيات التي أثرت على الأسرة.
 
 
ما هي ايجابيات استخدام وسائل التواصل الاجتماعي في الأسرة:  
- تنمية وزيادة العلاقات الاجتماعية: 
حيث أصبح من السهل التواصل مع الأصدقاء، سواء كانوا قريبين أو بعيدين جغرافيا، وإنشاء اتصالات جديدة مع اصدقاء جدد، والتواصل مع الأقرباء وخاصة المغتربين منهم وهذا يقوي أواصر الألفة والمحبة وزيادة التلاحم بينهم.
 - توسيع إمكانيات المشاركة في التعبير:
 من خلال التواصل بين الأفراد لإيصال وتبادل الأفكار في مختلف المواضيع، ولعدد كبير من الأشخاص في نفس الوقت.
 
- فائدة اقتصادية:
 من خلال دخول أفراد الأسرة إلى المواقع المختصة (مثل تطبيق الفيسبوك) للترويج لمشاريع أو لسلع تنتجها الآسرة، أو لشراء سلع لصالح الأسرة.
- متابعات الأخبار المحلية والعالمية: متابعة أخبار العالم وما يجري فيها من أحداث، سياسية و اقتصادية واجتماعية.
 - استخدام وسائل التواصل الاجتماعي في التعليم: من خلال متابعة الطلبة لدروسهم ومحاضراتهم في منازلهم، ومتابعة الأخبار والنشاطات العلمية.
- تنمية المواهب والملكات الفكرية:
 يمكن من خلال وسائل التواصل الاجتماعي عرض وصقل المواهب الفردية وتنميتها وتطويرها والإفادة منها، في الأدب والشعر والموسيقى والغناء، والرسم، والتصوير، والإخراج.
 
ما هي سلبيات استخدام وسائل التواصل الاجتماعي:
من أهم الآثار السلبية لاستخدام وسائل التواصل الاجتماعي، عدم إمكانية ضبط وتوجيه هذه الوسائل بما يتناسب مع ثقافة المجتمعات الأخرى والتي منها المجتمع العربي وقيمه التربوية الإسلامية، مما أدى إلى إحداث فجوات في أنماط العلاقات الأسرية.
- الحد من امتلاك أفراد الأسرة الكبار منهم والأطفال، لمهارات وآليات التواصل فيما بينهم بالطريقة الصحيحة، وهو ما ينعكس سلباً على تلاحم وتفاعل أفراد الأسرة مع بعضهم البعض.
 -استدامة استخدام مواقع التواصل الاجتماعي من قبل أفراد الاسرة بشكل مفرط بحيث يتعارض مع النشاطات اليومية والواجبات المنوطة بهم، والتي ينتج عنها عرقلة مسيرة حياتهم اليومية، فعند إدمان استخدام الآباء على سبيل المثال لا الحصر لمواقع التواصل الاجتماعي، يشعر أطفالهم بعدم اهتمام أباءهم بهم، وقلة دعمهم لهم وانشغالهم عنهم، وهذا يؤثر بشدة على تواصلهم معهم.
 - سبب للمشكلات والخلافات الزوجية: تعتبر وسيلة التواصل الاجتماعي فيسبوك من اكثر المواقع سببا لحدوث الخلافات الزوجية والتي قد تصل للطلاق.
 - الأثر الصحي: يمكن أن يسبب إدمان الأطفال واليافعين على استخدام مواقع التواصل الاجتماعي لحدوث أمراض الاكتئاب والقلق ونقص الانتباه واضطراب فرط الحركة ومشاكل في النوم والغذاء
 -تأثير على التحصيل الدراسي: يتأثر المستوى العلمي للأطفال الأسرة الذين هم في مراحل التحصيل الدراسي، بسبب انشغالهم المستمر باستخدام وسائل التواصل الاجتماعي في المنزل، بحيث لا يجدون الوقت الكافي لحفظ ومراجعة دروسهم.
 - ضعف العلاقات الأسرية بين الأقارب: مما ينتج عنه التكاسل عن صلة الأرحام، وتراجع الزيارات العائلية المتبادلة خاصة في المناسبات، والاقتصار على التواصل بين بعضهم عن طريق وسائل التواصل الاجتماعي.
 
أخيرا:
لا شك بأن لاستخدام وسائل التواصل الاجتماعي أهمية في زماننا هذا وهي جزء لا يتجزأ من التطور والتقدم الحضاري والتواصل بين الناس، لكن على أن تخضع للاستخدام المرشد والمنضبط خاصة من قبل أولياء الأمور، وضمن المعايير الثقافية والأخلاقية للمجتمع.
المقالات