ما هي أوجه التعاون بين الزوجين

تعتبر الحياة الزوجية علاقة ود ورحمة وتعاون بين الزوجين حيث قال الله سبحانه و تعالى في كتابة الكريم (وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً ۚ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ) الروم : 21
لذا قام التشريع الإسلامي بتنظيم العلاقة بين الرجل والمرأة وقام بتقسيم مسؤولياتهم في ما بينهم وذلك بهدف انشاء اسرة سعيدة، ولكن يعد الفهم الصحيح لهذا التعاون، ومعرفة واجبات كل طرف هو الضامن الاستقرار الأسري مما يحقق الصلاح في المجتمع ككل.

التعاون في طلب الرزق:
تقوم الحياة الزوجية على التعاون وتقاسم المسؤولية الملقاة على كاهل الطرفين، ولكن قامت الشريعة الاسلامية بإعطاء مسؤولية الانفاق على الرجل وهذا يتبين من قول الله تعالى في آيات عديدة كقوله تعالى (أَسْكِنُوهُنَّ مِنْ حَيْثُ سَكَنتُم مِّن وُجْدِكُمْ) الطلاق 6 
بينما أدى التطور الذي شهدته المجتمعات الإنسانية الحديثة إلى ازدياد المسؤوليات المادية الملقاة على الزوج مما دفع المرأة الى مساندة الاسرة حيث أصبحت عاملة في مختلف المجالات وبالتالي انعكست مساهمتها بشكل كبير في زيادة دخل الأسرة. 
التعاون في إدارة شؤون المنزل:
إن التعاون بين الزوجين وتقاسم أعباء الأسرة وإدارتها إجتماعيا ومادياً ليست مجرد إرشادات نظرية، فالمراة عندما دخلت معترك الحياة العملية أصبحت تتعرض لضغوطات العمل كما يتعرض له الرجل!
لذا كان على الزوج أن يتعاون مع زوجته في إدارة شؤون المنزل والأسرة بشكل عام و لا يعتبر ذلك عيباً ولا يعد انتقاص من مكانته أو قوامته، بل هو من الآداب الإسلامية التي تهدف إلى زيادة المحبة بين الزوجين
و هذا ما أكده الدكتور محمد عيادة الكبيسي كبير المفتين في دائرة الشؤون الإسلامية والعمل الخيري بدبي، إذ قال: هذا الأمر من سنة النبي عليه الصلاة والسلام، ولنا في رسول الله قدوة حسنة وقد كان خير الناس لأهله يقوم على شؤونهم ويساعد أهله في أعمالهم، كما أخبرت زوجته السيدة عائشة رضي الله عنها عندما سئلت : ما كان النبي يصنع في بيته؟ قالت: "كان يكون في مهنة أهله "تعني" في خدمة أهله " فإذا حضرت الصلاة خرج إلى الصلاةً..

التعاون في تربية الأبناء:
يقع عبء تربية الابناء في جانبه الأكبر على الأمِّ حيث إنها تشارك طفلها نهاره وليله ولكن ورعاية الابناء و المساهمة في تربيتهم التربية الصالحة وتقديم المشورة لهم والاهتمام بتدريسهم تقع على كلا الطرفين وذلك ينعكس ايجابياً على اداء كل فرد في الاسرة وكلما أحسن الشريكان في تربية الأبناء وتعاونا على ذلك، وقام كل واحد منهما بدوره حسنت الاسرة وزاد استقرارها. 

تعاون الزوجين على العبادات:
يحول التعاون على البر والتقوى بين الزوجين البيت إلى جنة فمثلا يمكن قيام أحد الزوجين ليلا للصلاة وإيقاظ شريكه ليصليا معا فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (رحم الله رجلاً قام من الليل فصلى وأيقظ امرأته، فإن أبت نضح في وجهها الماء، رحم الله امرأةً قامت من الليل فصلت وأيقظت زوجها؛ فإن أبى نضحت في وجهه الماء)
كما قيام أحد الزوجين بتذكرة الآخر بحقيقة زوال الدنيا وما فيها من مضلات الفتن، والآخرة القادمة وحاجة المرء إلى صلة تصله بربه يرقق القلب و يهيئه وينشطه للقيام بتلك العبادات.
 كما يمكن التعاون على أداء العمرة والحج والصيام و الصدقة ونحوها من أبواب البر و التعاون على قراءة القران فأجمل أن يقرأ الزوجان معًّا شيئًا ولو يسيرًا من القرآن بعد صلاة الفجر!

الختام..
ناكد أنه على الزوجين ان يعاون كل منهما الاخر في إنجاز ما يستطيعا من أعمال، وأن يحرصا على تحقيق الراحة النفسية والبدنية لكليهما بعد عناء الكد والعمل، ويعينان بعضهما البعض برأيهما ومشورتهما، والعمل على أن يشجيع أحدهما الأخر وتقوية عزيمته، وتحفيزه وشحذ همَّته، وإشعاره بأنه معه بمشاعره وتفكيره، وأنه يسعده ما يسعد زوجه، ويؤلمه ما يؤلم شريكه.
وخير مثال للتعاون حديث رَسولَ اللَّهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ حيث قال: كُلُّكُمْ رَاعٍ ومَسْؤُولٌ عن رَعِيَّتِهِ؛ فَالإِمَامُ رَاعٍ وهو مَسْؤُولٌ عن رَعِيَّتِهِ، والرَّجُلُ في أهْلِهِ رَاعٍ وهو مَسْؤُولٌ عن رَعِيَّتِهِ، والمَرْأَةُ في بَيْتِ زَوْجِهَا رَاعِيَةٌ وهي مَسْؤُولَةٌ عن رَعِيَّتِهَا.
ما هي أوجه التعاون بين الزوجين
المقالات