ما هي أسباب التفكك الأسري

تعد الأسرة نظام اجتماعي متكامل حيث انها البيئة الأساسية التي ينشأ فيها الطفل ويتلقى فيه المبادئ والقيم الاجتماعية والتوجيه والسلوك في المجتمع حيث تعتبر الأسرة مصدر الأخلاق والدعامة الأولى والإطار الذي يتلقى فيها الطفل دروس الحياة الاجتماعية
ولكن وفي الآونة الأخيرة تعرضت الكثير من الأسر إلى العديد من المشاكل نتيجة التطورات والتغيرات الاجتماعية الحاصلة وأبرز تلك المشاكل التفكك الأسري والتي أدت إلى حدوث التوتر والصراع داخل الأسر والتفكك الأسري أو التصدع الأسري
ما هو التفكك الأسري؟
يمكن تعريف التفكك الأسري بأنه خلل أو اضطراب يحدث في الأسرة حيث تنهار العلاقات والتواصل الجيد و الفعال داخلها و يحدث ذلك بسبب عدة عوامل مثل نقص التواصل الفعال و الخلافات المستمرة وعدم القدرة على حلها وعدم الاحترام والتقدير بين أفراد الأسرة والتوترات المالية و الضغوط العاطفية والعملية والانشغال الزائد بالعمل والتزامات الحياة اليومية.
 يؤثر التفكك الأسري سلبًا على الصحة النفسية والعاطفية للأفراد حيث يشعرون بالعزلة والوحدة بينما قد يعاني الأفراد من مشاعر الحزن والاكتئاب، والقلق، وعدم الثقة بالنفس. وقد يؤدي ذلك في نهاية المطاف إلى انفصال الأزواج وتبديد الروابط العائلية.
لذا من المهم التوجه إلى المساعدة المتخصصة لمعالجة التفكك الأسري مثل الاستعانة بمستشار أسري أو معالج نفسي متخصص في العلاقات الأسرية حيث يمكن لهؤلاء المتخصصين أن يقدموا الدعم والتوجيه اللازمين للأفراد والأسر لفهم أسباب التفكك وتحسين العلاقات العائلية وهذا ما نفعله بشكل أساسي في جمعية توافق للإصلاح الأسري
.
ما هي مراحل التفكك الأسري؟
التفكك الاسري لا يحدث فجأة، بل هو نتيجة مراحل تصعيدية و هناك عدة نماذج ونظريات حول مراحل التفكك الأسري، ومنها نموذج " النجاح الزوجي والتفكك الأسري" الذي وضعه د. جون هولاندر. وفيما يلي أربع مراحل رئيسية يمكن أن يمر بها التفكك الأسري:
بوادر المشاكل:
في هذه المرحلة، تظهر علامات المشاكل في العلاقة الزوجية أو الأسرية. قد يكون هناك خلافات وتوترات متزايدة ونقص في التواصل وعدم الرضا.
التعزيز السلبي: 
في هذه المرحلة، تزداد التوترات والصراعات، ويتراكم الغضب وعدم الرضا. يمكن أن يحدث تباعد عاطفي وجسدي بين الأفراد، وقد ينشأ نمط سلبي من التفاعلات.
الانعزال:
هنا يتم استبدال التواصل السلبي بالانعزال والانفصال العاطفي. حيث يصبح هناك تباعد كبير بين الأفراد وقلة التواصل، وقد يشعرون بالوحدة والعزلة.
الانهيار:
 في هذه المرحلة، يحدث الانهيار النهائي للعلاقة الأسرية حيث قد يتم الانفصال الزوجي أو الانفصال العائلي، وتتلاشى الروابط العاطفية بشكل كبير.
ولكن ومهما كانت المراحل المحددة، فإن فهم أنماط التفكك الأسري يمكن أن يساعد في التعرف على المشاكل والبدء في إيجاد حلول لإعادة بناء العلاقات وتعزيز الروابط الأسرية
ما هي أسباب التفكك الأسري؟
هناك عدة أسباب محتملة للتفكك الأسري، وقد تختلف من حالة إلى أخرى. و فيما يأتي ذكر بعض الأسباب التي تؤدي إلى حدوث التفكك الأسري
نقص التواصل وعدم فهم الاحتياجات: 
عدم القدرة على التواصل الفعال وفهم احتياجات الشريك أو الأفراد الآخرين في الأسرة يؤدي إلى تراكم التوترات والصراعات.
الخلافات وعدم قدرة حل المشاكل:
 عندما يواجه الأفراد صعوبة في التعامل مع الخلافات وحل المشاكل بشكل بنّاء ومتعاون، قد يؤدي ذلك إلى تفاقم الصراعات الانفصال التدريجي.
العوامل المالية:
تتمثل في الضغوط المالية مثل الديون والأعباء المالية الزائدة وعدم التخطيط المالي و الضغوط المستمرة المتعلقة بالمصروفات اليومية والحاجات الأساسية قد تزيد من التوتر والصراعات داخل الأسرة. و قد يصبح التركيز على النقاشات المالية اليومية عامل التباعد العاطفي بين الزوجين.
العنف الأسري:
لا يقتصر العنف الأسري على الإيذاء الجسدي، بل يشمل الإساءة اللفظية، والعاطفية ايضا كلها تندرج تحت تصنيف العنف الأسري
تبين في إحدى الدراسات التي أُجريت أنّ النساء هم أكثر عُرضة للعنف الأسري من الرجال، وهذا العنف سيدفع العلاقة الأسرية إلى التفكك والطلاق.
العوامل العاطفية والعلاقة الزوجية:
مثل عدم الرضا العاطفي حيث قد يشعر الشريكان بالاستياء والخيبة. قد يصبح من الصعب العيش مع شخص لا يلبي احتياجاتهم العاطفية، مما يدفعهم إلى التفكير في الانفصال.
 كما عندما يتلاشى الانجذاب الجنسي بين الشريكين، يمكن أن يشعر كلاهما بالإحباط وعدم الرضا. يصبح من الصعب الاستمرار في العلاقة عندما يكون هناك نقص في هذه الرابطة المقدسة.
الصعوبات التربوية:
 عندما يواجه الأهل صعوبات في تربية الأطفال وتحقيق التوازن بين العمل والحياة العائلية، فإن ذلك يمكن أن يؤثر على العلاقات الأسرية.
التغيرات الشخصية:
قد تحدث تغيرات شخصية لدى الأفراد مع مرور الوقت، مثل تغير الاهتمامات والقيم والأهداف. فإذا لم يتم التكيف بشكل جيد مع هذه التغيرات، فإنها قد تؤدي إلى تفكك العلاقات الأسرية.
مهما كانت الأسباب فإن التفكك الأسري يكون غالبًا نتيجة تراكم المشاكل وعدم التعامل الفعال معها. قد يتطلب حل المشاكل وإعادة بناء العلاقات الأسرية توجيهًا متخصصًا والتزامًا من جميع الأفراد في الأسرة للعمل معًا على تحسين التواصل وتعزيز الروابط العائلية.
المقالات