ما هو الطلاق؟
الطلاق لغة: هو التحرر من الشيء والتحلل منه، وجمعه أطلاق، أما الطلاق اصطلاحاً فهو إزالة عقد النكاح بلفظ مخصوص، أو لفظ يدل عليه.
يريد الله عز وجل أن يكون عقد النكاح بين الزوجين دائماً دوام حياتهما الزوجية، وبما يضمن تأسيس أسرة كريمة، عمادها الأولاد والطمأنينة وسكن الزوجين إلى بعضهما البعض، فعقد النكاح من العقود المقدسة، وسماه الله عز وجل - بالميثاق الغليظ - الذي لا يستهان فيه، قال الله تعالى (وكيف تأخذونه وقد أفضى بعضكم إلى بعض وأخذن منكم ميثاقاً غليظاً) النساء 21.
عكس النكاح، الطلاق، الذي قد يقع بين الزوجين بسبب خلافات بينهما، كالبغض والكره وغيرها من الخلافات، الله عز وجل يحث الزوج الذي بيده أمر الطلاق، على الإبقاء على زوجته وإن اختلف معها، وأن يحسن معاشرتها، فقد يكون فيها خيراً وهو لا يدريه، قال الله تعالى (وعاشروهن بالمعروف فإن كرهتموهن فعسى أن تكرهوا شيئاً ويجعل الله فيه خيراً كثيراً) النساء 19.
كراهة الطلاق في الإسلام؟
كما نهى الرسول عليه الصلاة والسلام عن كره الرجل للمرأة، لأنها إن قصرت في مجال من المجالات، فقد تكون أحسنت في مجالات أخرى، وما الكمال إلا لله، قال عليه الصلاة والسلام (لا يفرك مؤمن مؤمنة، إن كره منها خلقاً رضي منها آخر). والصحابة رضوان الله عليهم، يعتبرون طلاق المرأة لعدم حبها من الصغائر، يجب الابتعاد عنها. وقد تطلب المرأة من زوجها الطلاق من دون سبب موجب، الأمر الذي يضع الزوج في حيرة من تصرفات زوجته، ويضطر تحت إلحاحها في طلبها المتكرر إلى أن يطلقها، فمثل هذه المرأة لن تشم رائحة الجنة، فعن ثوبان أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال (أيما امرأة سألت زوجها طلاقاً من غير ما بأس فحرام عليها رائحة الجنة).
ورغم بغض الله عز وجل للطلاق لكنه أحله عند استحالة العشرة بين الزوجين، إلا أنه حلال مبغوض، قال الله تعالى (وإن يتفرقا يغني الله كلاً من سعته، وكان الله واسعاً حليماً) النساء 130 .
النساء عموماً يخشين من الطلاق، مهما اختلف مستواهن البيئي، أو التعليمي، أو الاجتماعي أو ظروفهن الأسرية
ما هي أهم العوامل تجعل المرأة تخشى الطلاق؟
1 – العامل الاجتماعي:
إنها مطلقة، كلمة يستخدمها المجتمع للإشارة إلى امرأة كانت متزوجة وانفصل عنها زوجها، والمجتمع (ممثلاً بكلام الناس كالأهل ولأقارب والجيران والمعارف) لا يرحم المطلقة، رغم عدم معرفته لأسباب طلاقها، وأن نظرته للمطلقة فيها بعض الظلم لها، ويحملها مسؤولية الطلاق في أغلب الأحيان، وما يعرفه المجتمع أن المطلقة هي السبب الذي جعل زوجها يوقع الطلاق بها، ولو أن الزوجة كانت حكيمة بيتها لما طلقها زوجها، فنظرة المجتمع للمرأة من أحد أسباب خوف النساء من الطلاق.
2 – القدرة المالية:
وهو عامل هام يجعل المرأة تحسب ألف حساب قبل طلبها الطلاق من زوجها، حتى وإن كانت متعبة وتشعر بالقهر في بيت الزوجية، لأنها تخشى إن تركها زوجها فسوف تتعرض للفاقة بسبب عدم وجود من ينفق عليها ويرعاها، بعد أن كان زوجها مصدرها الوحيد للإنفاق.
3 – مستوى الحب:
كأن تكون المرأة واقعة في حب زوجها لدرجة كبيرة، وهذا الحب يقف حاجزاً مانعاً من طلبها للطلاق، خشية أن تفقد حبها بفقدانها وجود زوجها بقربها، حتى وإن كانت حياتها الزوجية غير مستقرة معه.
4 – خوف المرأة من أن تفقد حقوقها:
للمرأة حقوق عند طلاقها، ومنها حقوق مادية، ففي حال طلاقها فإنها تخشى أن تفقد بعض من تلك الحقوق، وتزداد خشيتها عندما تكون غير قادرة مادياً.
5 – وجود أطفال: وجود أطفال بشكل عام، والصغار منهم بشكل خاص، يزيد من مخاوف المرأة من الطلاق، لأنها تعلم مسبقاً أن مصير أولادها بعد طلاقها سوف يتأثر سلباً من الناحية النفسية والتعليمية والاجتماعية والعاطفية، وقد يصل بهم الأمر إلى ضياعهم وضياع مستقبلهم، لذلك تتحمل من أجل أولادها.
6 – ضعف المستوى التعليمي للمرأة:
المرأة المتعلمة تعليماً جيداً، تعرف أنها في حال طلقت فيمكنها أن تدخل سوق العمل وتجد لها عملاً يغنيها عن الحاجة، وتؤمن مصاريف معيشتها وتعتمد على نفسها.
7 – الخوف من الإضرار بسمعة عائلتها:
هنالك بعض العائلات تعتبر أن زواج البنت أبدي ومن المعيب أن تتطلق من زوجها تحت أي من ظرف من الظروف.
8 – صعوبة زواج المرأة المطلقة مرة ثانية:
تخشى المرأة في حال طلاقها أن تعثر على زوج آخر، فقد وجد من أحد الدراسات أن نسبة زواج الرجال المطلقين تصل إلى 70 % من إجمالي عدد المطلقين، أما نسبة زواج النساء المطلقات مرة أخرى بحدود 7 %، وعموماً وتكون نسبة الزواج الثاني أقل عند النساء الحضريات مقارنة مع الريفيات، كما تنخفض فرص النساء اللاتي يزيد أعمارهن عن 25 عاماً في الزواج مرة أخرى مقارنة مع الأصغر عمراً، كما تخشى المرأة بعد طلاقها وتتزوج زوجاً آخراً، أن تجد بأن صفاته ليست أحسن من صفات زوجها الأول لابل قد يكون أسوأ منه.
9 – صعوبة تحمل المرأة لفكرة العودة لبيت أهلها:
فالمرأة تقول بسرها مهما كان زوجي تعامله معي سيئاً ، وله أفعال وعادات لا أستطيع تحملها، أو أن تتعرض للضرب والإهانة والتعنيف، إلا أن البقاء معه في بيت الزوجية يبقى من وجهة نظرها أفضل من العودة إلى بيت أهلها وهي مطلقة، حيث ينظر إليها بنظرة الريبة إن أرادت الخروج، وتشعر بأنها أصبحت عبئاً هي وأولادها إن كان لديها أطفال على أهلها، ويصبح تدخل جميع أفراد العائلة بها وبأولادها مباحاً.