عمل المرأة وتأثيره على الأسرة

لماذا تعتبر المرأة نصف المجتمع؟
المرأة نصف المجتمع لأنها تمتلك القدرة على القيام بأدوار مختلفة في الحياة الاجتماعية، وتؤدي دورا فاعلاً في عملية التنمية المجتمعية. لعبت المرأة تاريخياً دورا هام في تقدم وتطور المجتمعات الإنسانية، حيث دخلت مجال العمل الزراعي، و انخرطت في العمل الصناعي لتعويض النقص الحاصل في اليد العاملة خلال الثورة الصناعية، بسبب خروج الرجال للقتال خلال الحرب العالمية الثانية، حيث كان للمرأة حضوراً منذ بداية الحضارة الإنسانية، فمنهن من احتل مناصب علمية عالية، مثل مريت بتاح المصرية القديمة (2700 قبل الميلاد) والتي كانت كبيرة الأطباء في زمنها، وكلاً من تابوتي و نينو في الحضارة البابلية (1200 قبل الميلاد) واعتبرها أول عالمتي كيمياء في التاريخ، وفي القرون الوسطى هايد غارد بنجين فيلسوفة وعالمة نبات، وفي القرن التاسع عشر برزت العالمة ماري كوري الحائزة على جائزتي نوبل في  الفيزياء 1903 والكيمياء 1911 ، كما حصلت 40 امرأة على جوائز نوبل في الفترة الممتدة بين عامي 1901 و 2010 في الفيزياء والكيمياء والطب. 
 
المرأة في عصر الإسلام:
كان لعمل المرأة حضوراً في المجتمع الإسلامي في عدة مجالات، ففي مجال الفقه والإفتاء أسهمت المرأة في مجال المعارف، فقد نقل عن الإمام ابن القيم (751 ه)  ًأن الذين حفظت عنهم الفتوى من أصحاب رسول الله مئة ونيف وثلاثون نفساً ما بين رجل وامرأة  ذكر منهم نحو اثنتين وعشرين مفتيةً. وفي صدر الإسلام كانت أمهات المؤمنين، وعدد كبير من الصحابيات من رواد الحركة الفكرية النسائية، يروى عن السيدة عائشة أنها كان لديها نصف العلم، وكانت مقصداً لفقهاء الصحابة، وقد أورد السخاوي في موسوعته  ًالضوء اللامع لأهل القرن التاسع ً أكثر من 1070 ترجمة لنساء برزن في ذلك القرن ً، و خير مثال لعمل النساء عمل أم المؤمنين السيدة خديجة في التجارة، وفي المجال الطبي رفيدة الأسلمية، وفي الإدارة والتسويق الشفاء بنت عبد الله بن شمس، وفي الزراعة وتربية الأغنام والتعليم أسماء بنت أبي بكر.
 
 
عمل المرأة وآثاره الإيجابية والسلبية على الأسرة: 
إيجابيات عمل المرأة: 
1 – مساعدة رب الأسرة في في سد جزء من الاحتياجات المادية للأسرة، وتأمين مستلزماتها المعيشية، خاصة في الأسر محدودة الدخل في ظروف التضخم وارتفاع الأسعار، وتجنبا للأزمات المالية.
2 – يمكن للمرأة أن تؤمن احتياجاتها الخاصة كالملبس وغيرها وبعض الرفاهيات لأسرتها.
3 – يحقق للمرأة الاستقرار والاستقلال المالي: تعتبر المرأة استقلالها واستقرارها المالي صمام أمان وضمان لها ولعائلتها، ودرع  يحميها من غوائل الزمن والحاجة من الآخرين في حالة مرض أو وفاة زوجها الذي هو معيلها ومعيل أولادها أو طلاقها من زوجها. 
4 – يزيد لديها من الإحساس بالمسؤولية، وتصبح أكثر تنظيماً، ويصبح الوقت لديها له قيمة أكبر، ويكسبها مزيدا من المهارات، وتصبح أكثر تفهماً للحقوق والواجبات، وتميل إلى التفاهم والود وينعكس ذلك على أولادها خاصة وعلى أسرتها عامةً.
5 - العمل يقوي من شخصيتها ويعطيها شعوراً إيجابياً بأهميتها في مجتمعها وبأنها عنصراً فعالاً في بنائه وتقدمه.
6 - يزيد من إحساس الأولاد بالمسؤلية خاصة عندما يرون ويلمسون أمهاتهم وهن يعملن ويجهدن ويحاولن الموائمة بين أعمالهن في المنازلهن ومجهودهن المبذول في عملهن، كما يقوي من شخصيتهم، واعتمادهم على نفسهم، كما ينمي لديهم القدرة على حل مشاكلهم لوحدهم. 
7 – ينمي ويطور مفهوم التعاون والتشارك والمساواة بين الجنسين عند أطفال الأسرة عندما يرون ويعايشون بشكل عملي إسهام والدتهم في العمل خارج البيت لمساعدة والدهم في تأمين حياة كريمة لهم، كذلك مساعدة أبيهم لوالدتهم في إنجاز بعض الأعمال المنزلية، ومساهمتهم هم أيضاً في الأعمال المنزلية، وكل هذا يصب في مصلحة أسرتهم. 
 
 
 
سلبيات عمل المرأة:
1 – زيادة الأعباء الملقاة على كاهل المرأة، والتي تضطرها لمضاعفة جهودها محاولةً الجمع بين مسؤولياتها في بيتها وفي عملها، كما قد لاتجد الوقت الكافي للإهتمام بأمورها الخاصة، وهذا يعرضها للإجهادات الجسدية والنفسية.
2 – النظرة الدونية للمرأة العاملة من قبل بعض المجتمعات، لأنها وحسب نظرة تلك المجتمعات مازالت تعتبر أن المرأة خلقت لمتعة الرجل ولخدمته ولرعاية أولاده. 
4 – عدم توفر الوقت الكافي لها لرعاية أولادها في المنزل، بسبب انشغالها في عملها.
5 – صعوبة سيطرت ومتابعة المرأة العاملة لسلوك وتصرفات أولادها داخل وخارج المنزل. 
6 -غياب الأم العاملة عن أطفالها بسسب ساعات العمل الطويلة، وانشغال الأب عن أسرته ينعكس سلباً على الأولاد من جميع النواحي، سواءً كانت المدرسية أو التربويه أو التوجيهية، لذلك تحتاج الأم إلى أن تبذل المزيد من الاهتمام والرعاية لأطفالها، خاصة في المراحل العمرية الصغيرة.
7 – حصول توترات وصدامات ما بين المرأة العاملة وزوجها، إذ أن الكثير من الرجال يكونون غير راضين عن عمل زوجاتهم، لكنهم مضطرون لتقبل الوضع، بسبب الوضع المالي للأسرة.
8 – تدني اهتمام الزوجة العاملة بزوجها بسبب انشغالها وإرهاقها، والذي ينعكس سلباً على علاقتهما الجنسية، ويحدث شقاقاً بينهما.
المقالات