عقوق الآباء للأبناء

يتبادر الى ذهن القارئ عند سماع كلمة "عقوق" إلى عقوق الأبناء للآباء والأمهات، ولكن ماذا لو العكس؟  أي عقوق الآباء والأمهات الأبناء؟ وبالرغم من أن الظاهرة الثانية لا تقل أهمية عن الأولى وهي أحد أمراض المجتمع المخفية، ولكن قل ما ذكرت أو نوقشت في الآونة الأخيرة و قل ما سمعنا يا أيها الأب والأم لقد عققتما ابنكما قبل أن يعقكما!

ما هي أهم صور عقوق الآباء للأبناء؟
سوء اختيار الزوجة
يجب أن يحسن الأب اختيار زوجة تسعده ومستعدة لتربية الأولاد والاهتمام بهم و الإشراف عليهم فالرجل بطبعه يعمل خارج  المنزل ولا يبقى في غيابة سواها تشرف على تربية الأولاد بشكل مباشر و تحضر لهم الطعام و تحميهم من كل ما يؤذيهم وهذا ما أكد عليه النبي "صلى الله عليه وسلم" "تنكح المرأة لأربع: لمالها، ولحسبها، ولجمالها، ولدينها، فاظفر بذات الدين ترتب يداك"

اختيار الاسم الغليظ ذكراً كان أو أنثى
عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: (إِنَّكُمْ تُدْعَوْنَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ بِأَسْمَائِكُمْ، وَأَسْمَاءِ آبَائِكُمْ، فَأَحْسِنُوا أَسْمَاءَكُمْ) رواه أبو داود.
يحب الإنسان أن يضرب على مسامعه الاسم الحسن وينفر من الأسماء القبيحة والطفل لا يملك من أمر نفسه أو اسمه شيئاً فيختار الأبوان له اسمه، لذا فمن حقه أن يختاروا له اسما جميلا حسنا لا غليظا سيئا أو مكروها يحرجه في كبره ويسبب له أثرا نفسيا سيئا! 
وفي صدد هذا الأمر جاء في الحديث الصحيح قول رسول الله صلى الله عليه وسلم: إنكم تدعون يوم القيام بأسمائكم وأسماء آبائكم، فحسنوا أسماءكم وعن أبي سعيد وابن عباس - رضي الله عنه: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من ولد له ولد فليحسن اسمه وأدبه فإذا بلغ فليزوجه فإن بلغ ولم يزوجه فأصاب إثما فإنما إثمه على أبيه.

التفريق في المعاملة من صور عقوق الآباء للأبناء
قد يحبذ بعض الآباء أو الأمهات ولد عن ولد كان ذلك عن قصد او غير قصد فيقعوا في فخ التفرقة فتراهم يهتمون بولد أكثر من الآخر مما يولد حقدا وكرها أحيانا عند الطفل وأقرب مثال عن ذلك قصة يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم عليه السلام وحبة لابنه يوسف عليه السلام دونا عن باقي إخوته وهو ما سوغ لهم بمحاولة قتله والتخلص منه حيث رموه في البئر.
وفي حال عدم قدرة الوالدين على التحكم في قلوبهم فيجب عليهم وقتها العدل فيما بينهم قدر الإمكان من ابتسامات وقبلات وغيرها من الأمور العاطفية كما يحب عليهم العدل بشكل كامل في الأمور المادية فلا يعطون المال لابن ازيد عن آخر ولا يقدمون هدية لابن دونا عن آخر.

عدم توفير المتطلبات الأساسية من صور عقوق الآباء للأبناء
يجب على الآباء توفير المسكن المناسب بحدوده الدنيا غرفة أو سرير خاص لكل ابن وغرفة خاصة لكل بنت أو بنتين وان يكون المسكن في منطقة وبيئة مناسبة أخلاقيا واجتماعيا
كما يجب على الآباء توفير المأكل الصحي المناسب قدر الاستطاعة واهتمام الأب بتوفير الطعام واهتمام الأم بإعداد ذلك الطعام لذا يتطلب ذلك من الأم قدرا مناسبا من الثقافة الغذائية لتلبية الاحتياجات الغذائية للأبناء وفق الدخل المتاح.
بالإضافة الى توفير الملبس المناسب والمحتشم والرعاية الصحية الوقائية والعلاجية اللازمة بحسب احتياجات كل مرحلة عمرية،

تشديد الآباء على الأبناء في مظاهر الدين
يرى بعض الآباء أن التشديد الديني على الأبناء في مظاهر الدين هو شيء جيد حيث قد يتهم بعض الآباء أبناءهم بالفسق والفجور وأنهم يريدون العبث واللهو، وهذا حرام، مع أن هذا الشيء قد لا يكون حراما بالأصل كما قد يوبخون أبناءهم بطريقة قاسية تخلو من اللين والرفق في صلاة الأولاد وصيامهم.
لذا يجب على الآباء إدراك الطبيعة العمرية (المرحلة العمرية) التي يعيشها أبنائهم بالإضافة إلى الأخذ في الحسبان التأثيرات البيئية التي تؤثر فيهم وتحدث تغييرات معينة في بعض الأمور 
كما يجب أن يتسم الأبوين بالصبر الكبير والاعتماد على مبدأ الحوار البناء و اتباع منهج الإقناع لا الإجبار وهذا ما فعله الرسول صلى الله عليه وسلم في الحديث عن أبي أمامة ـ رضي الله عنه ـ قال: (إن فتى شابا أتى النبيَّ ـ صلى الله عليه وسلم ـ فقال: يا رسول الله، ائذن لي بالزنا!، فأقبل القوم عليه فزجروه، وقالوا: مه مه، فقال: ادنه، فدنا منه قريبا، قال: فجلس...إلى آخر الحديث) فهو لم يوبخه أو يعذبه، بل عالجه بطريقة أخرى وذلك بيان مفاسد مطلبه، وسوء عواقبه و حاوره بلين وحكمة ودعا له حتى انصرف الشاب وهو كاره للزنا.

استبداد الآباء برأيهم من صور عقوق الآباء للأبناء
قد يقع بعض الإباء في فخ التحكم بالأبناء وينظرون على أفعال أبنائهم على أنها أفعال خطا وغير صحيحة أو لا تتم بهذه الطريقة وهذا ما يؤدي الى شعور الأبناء بأن آباءهم ليس لديهم القدرة على حوارهم ويسيئون معاملتهم ولا يستمعون إليهم وهذا ما يؤدي الى شعورهم بفجوة كبيرة وتولد مشاعر الكبت لدى الأبناء
عقوق الآباء للأبناء
المقالات