سبل تنشئة الطفل بشكل صحيح

الطفولة مرحلة عمرية مبكرة، تتمثل فيها البراءة الانسانية بصورها الفطرية الخالية من الشوائب، والطفل هو بذرة شباب المستقبل، و الذي سيقوم ببناء مجتمع الغد المشرق.
ولكن كيف للمجتمع بالعموم والاسرة بالخصوص، أن تحتضن الطفل وتأخذ بيده وتربيه من خلال مراحل عمره المبكرة وصولاً إلى مرحلة الشباب بأسلوب يحمل طابع الحنو، مع فسحة من الحرية؟
بالطبع الأخذ باليد لايعني برمجة الطفل كآلة، أو أنه كائن ناقص، أو أنه خاضع لمجموعة من الأوامر والنواهي الصارمة، بل يجب أن يعامل على أنه كائن لا يقل عنا نحن الكبار.

ما هي سُبل تنشئة الطّفل تنشئة صحية سليمة؟
  • الطفل كائن رهيف طري العود، و من حقه أن يُؤمَّن له البيئة الدافئة الحانية، من أجل تنشئة التنشئة الصحية السليمة وذلك لا يتم الى من خلال توجيه الاهتمام إلى الامور التالية:
  • الحفاظ على ممارسته الأنشطة البدنيّة والفكرية فذلك محوري وأساسي في التنشئة البدنية والعقلية للطفل.
  • الاهتمام بمشاعر الطفل وذلك من أجل  زيادة ثقة الطفل بنفسه وإيمانه بقدراته و ما يمكن أن يحققه في حياته  بما يجلب الرضا تجاه ذاته.
  • التغذية الجيدة أساس لصحة الطفل و حق من حقوقه الأساسية و التي ضمنها له الدين و القانون وذلك لما لها من تأثير على نموه وتطوره بشكل سليم. 
  • تأمين التعليم بمختلف مراحله بدءا من المرحلة الحضانة مرورا بالمرحلة الجامعية وما بعدها كما ومن حق الطفل الاستفادة من خدمات التعليم التي توفرها الدولة، كالمدارس والمراكز الثقافية والرياضية.
  • التركيز على الاهتمام بقدرات الطفل بشكل يتناسب مع شخصيته واهتماماته مع تنمية مواهبه وإظهارها وتنميتها وصقلها. 
  • توجيه قدرات وطاقة الطفل إلى الأشياء المفيدة، التي تزيد من مهاراتِه وتصقل سلوكه. 
  • تعزيز مهارات التواصل بين الطفل مع محيطه بالإضافة الى تعزيز قدرات التعاون البناء مع الآخرين.

ما هي سُبل تنشئة الطّفل تنشئة دينية صحيحة سليمة؟
  • ترغيبه وتحبيبه في الأمور الدِّينية وتشجيعه عليها، وغرس المبادئ الاخلاقية الحسنة، ليكون فرداً فاعلاً في المستقبل، يفيد أسرته ومجتمعه.
  • الابتعاد عن أسلوب عقاب الطفل بالضرب و استبداله بأسلوب الترغيب و المكافآت.
  • استخدام أسلوب الحوار البناء مع الطفل  حيث يقوم الحوار البناء بترسيخ جانب الإصغاء والاستماع، وإظهار الأدب الراقي في الحوار
  • تربية الطفل على مكارم الأخلاق والصدق، واحترام الآخرين، والتسامح، والحرية، والمساواة، والإخاء.  
  • تعويد أطفالنا على حب الله تعالى منذ صغرهم فمن يتربَّ على حب الله منذ صغره، فهو إن وقع في الخطأ عندما يشتد ساعده فإنه سرعان ما يتوب ويعود إلى الله.
  • غرس رسولنا صلى الله عليه و سلم من خلال  تعاليمه التي علَّمَنا إياهابما يجلب السعادة في الدنيا وفي الآخرة.
الأمم المتحدة وحقوق الطفل:
  • حرصاً على بناء طفولة سعيدة وسليمة، أقرت الأمم المتحدة اتفاقية حقوق الطفل سنة 1989، ونفذت في سنة 1990 والتي تتضمن العديد من النقاط  منها: 
  • الطفولة تبدأ منذ الولادة و تمتد حتى عمر الثمانية عشر سنة. 
  • يتمتع جميع أعضاء الأسر البشرية بالكرامة المتأصلة بالحقوق المتساوية.
  • الأطفال ليسوا مجرد تابعين لوالديهم، يتخذون القرارات عنهم حتى يصبحوا بالغين، وإنما هم أفراد يتمتعون بحقوق خاصة بهم.
  • الطفولة هي مرحلة خاصة ومحمية، يجب أن يتاح للأطفال خلالها أن ينموا ويلعبوا ويتعلموا ويتطوروا، مع تعزيز حق الطفل في المشاركة في الحياة الثقافية والفنية.
  • تتعهد الدول بأن تضمن للطفل الحماية والرعاية اللازمتين لرفاهه، مراعية حقوق وواجبات والديه، أو أوصيائه ولتحقيق هذا الغرض، يجب اتخاذ جميع التدابير التشريعية والإدارية المناسبة.
  • حق الطفل في الحماية من الاستغلال الاقتصادي، ومن القيام بأي عمل قد يشكل خطورة عليه، أو أن يعيقه عن التعليم.
  •  الأخذ بعين الاعتبار عادات وتقاليد الشعوب، وقيمها الثقافية المتعلقة بحقوق الطفل. 
والجدير بالذكر أن الاهتمام بالطفولة ليس وليد العصر الحديث، وإنما يعود إلى عصور سابقة، وقد ضمنها لنا ديننا الحنيف.
و أخيرا:
اهتم الدين الإسلامي بالطفل، الذي هو ثمرة الزواج، حيث جعل للطفل حقوقا حتى قبل ولادته، من أجل أن يتحقق له بعد مولده حياة طيبة كريمة صالحة، مثال ذلك قول رسول الله صلى الله عليه وسلم "يا معشر الشباب، من استطاع منكم الباءة فليتزوج، ومن لم يستطع فعليه بالصوم، فإنه له وجاء"
والاستطاعة هنا هي القدرة والإمكانيات المادية والبدنية والنفسية الكافية لتنعكس ايجابياً في المستقبل على تأمين احتياجات ومتطلبات الأسرة عموماً، والطفل خصوصاً. ومن حقوق الطفل أيضاً، أن يحسن والديه اختيار بعضهما البعض، حتى ينشأ في بيئة أسرية صحية قادرة على تربيته التربية الصحيحة.  
سبل تنشئة الطفل بشكل صحيح
المقالات