الأسرة هي جماعة اجتماعية صغيرة، تتكون عادة من الأب والأم وطفل واحد أو أكثر من الأطفال ويسعى كل فرد من أفرادها بالالتزام بقوانين وقواعد واجبات معينة سواء كان ذلك للأهل أو لأطفالهم!
فالأب صاحب السلطــة والمسؤول عن تدبير الشؤون الاقتصادية للأسرة ويبدأ دوره في تحقيق الاكتفاء المادي والمعنوي للعائلة من الام والأولاد وقد يشاركه الآخرون فـي ذلك.
والأم معناها الوالدة وأم الشيء أصله ومجمعه والقائمة على شؤونها ورعاية الأفراد فيها، وحمايتها من التفكك والضياع وهي العطاء الذي لا ينضب، وهي من يحب بلا شروط!
دور الأم في الأسرة:
ترتبط المرأة بالرجل عبر الزواج الشرعي وينتج ثمرة هذا الزواج الأبناء وهنا تنشأ الأسرة من اب وام وأولاد حيث تكرس الام حياتها للأبناء وتبذل الغالي والرخيص والعطاء الذي لا ينضب فهي التي تحب بلا شروط وهي المعلمة والمربية الفاضلة والقدوة الحسنة والتي تشرف على الأولاد بشكل مباشر.
كما تعتبر الأم المعلمة الأولى في حياة أبنائها حيث تعلمهم المهارات الأساسية في حياتهم كالكلام والمشي كما تعلمهم المعلومات الأولية عن الحياة من حقائق، وثوابت عن العالم والمشاعر الإنسانية كالحب، والرحمة، والمودة، والأخلاق الحميدة وأصول الدين.
لذلك تعد هي المسؤولة الرئيسية عن سعادة أبنائها وتكوين شخصياتهم بطريقة حميدة، كما يعتبرها الأبناء صديقةً لهم لأنّها من يُشاركون أوقاتهم ويلعبون معها، كذلك فإنّهم يتّخذونها قدوةً لهم في جميع الجوانب ويتمنّون أن يكونوا مثلها عندما يكبرون.
وقد وضع الإسلام للأم مكانة خاصة فعن أبى هريرة رضى الله عنه قال: ((جاء رجل إلى رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فقال: يا رسول الله.. من أحق الناس بحسن صحابتي؟ قال "أمك، ثم أمك، ثم أمك، ثم أبوك" (متفق عليه).
لذا فمن حقوق الأم على أبنائها أن يحترموها ويطيعوها فيما أمر الله و الائتمار بأمرها إن أمرت بمعروف وأن يظهروا تقديرهم لها من خلال التعامل اللطيف معها وعدم رفع الصوت عليها أو التعامل معها بقسوة أو مقاطعتها.
بينما من واجبات المرأة تجاه زوجها الطَّاعة، شرط ألَّا يكون ذلك في مَعصية الله وأن تُراعي كرامة زَوجها وشُعوره وأن تُحافظ على عِرضه وسُمعته وأمواله وأسراره وأن تقوم بالتزين لزوجها وعلى الوجه الذي يُحبُّه وأن تستجيب لزوجها إذا دَعاها إلى فِراشه.
دور الأب في الأسرة:
للأب مكانة مهمة في المجتمع والإسلام، فهو ذو المقام الشامخ والمنزلة الكبيرة وتعني كلمة الأب الإشراف والاحترام والهيبة والوقار والمرتبة الرفيعة وتعني أن له كلمة الفصل وبيده فقط القرار النهائي وتنطبق هذه المفاهيم والصفات على من يقود الأمة والشعب ويمكن تسميته أيضاً بالأب.
يتوجب على الأب مراعاة أبنائه من الجانب النفسي عبر القول الحسن والرفق بهم والاستماع إليهم وعدم الاستهانة بأي من مشاكلهم حيث يعد الأب مسؤول عن حالة الطفل النفسية.
والأب المسؤول والقائد المالي الأساسي للعائلة حيث يلزم بتأمين حاجات أولاده من غذاء وثياب وتكاليف دراسية وغيرها بما يستطيع و تضافر هذه الجهود مع الأم عبر التوازن فيما يتعلق بحاجات البيت والأولاد.
كما يعد مسئولا عن تنشئة أبنائه وتربيتهم تربيةً إسلاميَّةً يقربهم من الحلال ويعرفهم عليه ويبعدهم عن الحرام و يعلمهم الصح من الغلط وبذلك يحفظ عليهم دينَهم وفطرتهم واختيارهم السَّليمَ، فيسلكوا مسالك الصَّالحينَ ويُقبلوا على اللهِ تعالى.
ويلزم على الأب أن يعلم أبنائه معنى الكرامة والشهامة وعدم الإهانة وعدم قبول أي إساءة من أي شخص مهما بلغت قيمته أو أهميته فالدين الإسلامي دين عزة وكرامة!
بينما يجب عليه الإنفاق على الزوجة وتوفير لها المسكن المناسب وتوفير المأكل والملبس على قدر سعته وقدرته وملاطفتها وإدخال السرور إلى قلبها والتزيّن لها وإشباع رغباتها وعدم إهانتها أو شتمها، وتجنّب إيذائها وحفظ سرها واحترام أهلها.
دور الأبناء في الأسرة:
الأولاد نعمة من عند الله عز وجل ينعم بها على من يشاء من عباده فهم زينة الحياة الدّنيا لقوله تعالى في سورة الكهف: 46﴿الْمَالُ وَالْبَنُونَ زِينَةُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ۖ وَالْبَاقِيَاتُ الصَّالِحَاتُ خَيْرٌ عِندَ رَبِّكَ ثَوَابًا وَخَيْرٌ أَمَلًا﴾ فهم زينة الحياة تُبهج النّفوس وتسرّ بقدومهم ورؤيتهم!
وقد حث الدين الإسلامي على حسن تربية الأولاد وتأديبهم وتربيتهم على الصلاح والأخلاق الحسنة لينعكس ذلك في إنشاء جيل منتج صالح نافع لأهله وللمجتمع بأكمله.
وحقوق الأبناء على الوالدين هي تعليم الأبوين لهم العلوم الدينيّة والدنيويّة والتّربية الحسنة القائمة على التّوحيد والإيمان وتوفير المسكن المناسب بحدوده الدنيا وتوفير المأكل الصحي المناسب قدر الاستطاعة وتعليمهم أساسيات حياتهم وتدريبهم عليها.
واهتمام الأب بتوفير الطعام واهتمام الأم بإعداد ذلك الطعام بالإضافة الى توفير الملبس المناسب والمحتشم والرعاية الصحية الوقائية والعلاجية اللازمة بحسب احتياجات كل مرحلة عمرية.
بينما يجب عليهم الإحسان إلى والديهم وعدم رفع الصوت عليهم وطاعتهما بالمعروف وفق ما تقتضي الشّريعة وتأمر والدّعاء لهما في كل وقت خلال حياتهما وبعد وفاتهما حيث قال تعالى في الدعاء للوالدين: (وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُل رَّبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيراً).
ومن واجبات الأخوة تجاه بعضهم البعض تبادل الود والمحبة والتعاون و الدفاع في ما بينهم وتلبية حاجات بعضهم و عطف الكبير على الصغير واحترام الصغير للكبير.