تأثير الطلاق على الأطفال

الطلاق هو فسخ لعقد الزواج بين الرجل والمرأة بلفظٍ مخصوص وانفصال كل منهما وما يتبع ذلك من تغير أدوار ومسؤوليات كل منهما في حياة الآخر وما يصاحبه من تأثير على الأولاد (في حال وجودهم) والأهل و الأصدقاء!
أصبحت ظاهرة الطلاق في العالم العربي أمرا شائع بشكل متزايد باطراد و أشارت العديد من الدراسات إلى تضاعف حالات الطلاق مقارنة بالسنوات الماضية وهذا يرجع لعدة أسباب مختلفة مثل ذلك نتيجة تعديلات بالقوانين وتراجع التأثير العائلي على إدامة الزيجات غير السعيدة (تحول ذلك من قرار يتخذه الأهل إلى اختيار فردي) وغيرها من الأسباب المختلفة.
ولكن هل للطلاق تأثير على الأبناء و ما مدى ذلك التأثير و ما هي الطرق التي تؤدي إلى التحجيم من ذلك التأثير؟

المشاعر السلبية:
قد يجد الأطفال أنفسهم في مكان يصعب عليهم السيطرة على مشاعرهم بسبب تشتت تفكيرهم و رفضهم تقبّل قرار الانفصال حيث تبدأ مشاعر الحزن و الأسى و تترافق مع الفقد والغضب والارتباك والقلق والانفعال و يمكن أن يترك الطلاق الأطفال يشعرون بالإرهاق والحساسية العاطفية لذا قد يحتاج الأطفال إلى متنفس لمشاعرهم مثل شخص يتحدثون إليه أو شخص يستمع لهم.
وينشأ القلق والإجهاد النفسي بسبب الغرق في مستنقع الأفكار التي تحلل سبب انفصال الوالدين وعدم فهمها جيّداً حيث قد يظنون بأن أبيهما سيتوقفان عن حبهم كما توقف الحب بينهما سابقا!

الشعور بالذنب:
قد يتساءل الأطفال عن الأسباب التي أدت إلى وقوع الطلاق بين الأبوين و سيحاولون البحث عنها بشتى الطرق و يراود إليهم أسئلة في ما إذا كان والديهم لم يعودوا يحبون بعضهم البعض أو إذا كانوا قد فعلوا شيئا خاطئا أدى لحصول ذلك.
ولكن تؤدي تلك التساؤلات إلى العديد من المشكلات الأخرى حيث يزيد الشعور بالذنب من الضغط ويمكن أن يؤدي إلى الاكتئاب والتوتر ومشاكل صحية أخرى.

الانعزال عن المجتمع:
قد يصبح الأطفال خجولين و قد يبدون غير مهتمين أو حتى خائفين من المواقف الاجتماعية، مثل الخروج مع الأصدقاء أو حضور الأحداث المدرسية.
وذلك بسبب المشاعر السلبيّة و التغيرات التي تحصل في فترة ما بعد الطلاق كارتباطه وتفاعله مع أحد والديه فقط وهو الحاضن له و الابتعاد عن الطرف الآخر و عدم الاحتكاك به لفترات طويلة و غيرها من الأسباب المختلفة.

تدنيّ في المستوى التعليمي والأكاديمي:
قد يحصل الأطفال الذين يمرون بمرحلة طلاق والديهم على درجات أقل وقد يحاولون التنصل من مدارسهم و يمكن ملاحظة هذه التأثيرات في سن مبكر بدأ من سن الـ 6 سنوات و تكون بشكل واضح أكثر عندما يصل الأطفال إلى سن الـ 13 إلى الـ 18 سنة.
و تتعدد الأسباب المحتملة لحصول ذلك حيث قد يشعر الأطفال بالإهمال أو الاكتئاب أو تشتت انتباههم و عدم تأقلمهم مع المدارس، وأماكن السكن والأحياء الجديدة مما يُعيق رغبتهم في التعلّم أو الذهاب الى للمدرسة.

مشاكل في النوم والأكل:
قد يزداد وزن الأطفال بسبب التأثيرات النفسية على المدى الطويل حيث يبدؤون بالهروب من تلك المشاعر عبر الإكثار من تناول الطعام وقد لوحظت هذه التأثيرات بشكل خاص عند الأطفال الذين يعانون من الانفصال قبل بلوغهم سن السادسة.
و لا يقتصر ذلك على الطعام حيث يواجه الأطفال في معظم الفئات العمرية مشكلات في النوم و قد يعانون من أشياء مثل الكوابيس أو الإيمان بالوحوش أو الكائنات الخيالية الأخرى التي تثير مشاعر القلق حول وقت النوم.

صراعات مستقبلية حول الارتباط:
تُظهر الدراسات بأن الأطفال الذين قد مروا بمشاكل طلاق والديهم لهم فرصة جيدة لأن ينتهي الأمر بأطفالهم في نفس والوضع وذلك يعود الى أن الانقسام بين الوالدين سابقا قد يغير موقف الطفل تجاه العلاقات بشكل عام. حيث يكونون غير متحمسين للدخول في علاقات طويلة الأمد وملتزمة.

بعض الطرق التي تساعد الطفل في تجاوز طلاق أهله:
أن يحس الطفل بأنه مازال في كنف والدين محبين له و يرعيانه بحنان و حب و ان يكون الاهل عونا لأطفالهم فيما قد يواجهوا خلال مرحلة البلوغ من قلق وحيرة ومسئوليات وأن يوضح الوالدان للطفل بأن مسؤولية ما قد يحدث لأطفالهم يقع عليهم.
تأثير الطلاق على الأطفال
المقالات