الطلاق هو انهاء الزواج الذي قد حلله الله و شرعة للبشر لتحصين الزوجين والاستمتاع ببعضهما و ليكن ثمرة هذا الزواج الأولاد ولكن وكما أحل الله الزواج لعبادة أحل الطلاق وهي العملية المعاكسة لزواج وهي لإنهاء العلاقة الزوجية و العودة الى ما كان عليه الشخصان ولقد ذكر الله ذلك في كتابة الكريم في سورة البقرة الآية رقم 229 ﴿ الطَّلَاقُ مَرَّتَانِ ۖ فَإِمْسَاكٌ بِمَعْرُوفٍ أَوْ تَسْرِيحٌ بِإِحْسَانٍ ۗ وَلَا يَحِلُّ لَكُمْ أَن تَأْخُذُوا مِمَّا آتَيْتُمُوهُنَّ شَيْئًا إِلَّا أَن يَخَافَا أَلَّا يُقِيمَا حُدُودَ اللَّهِ ۖ فَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا يُقِيمَا حُدُودَ اللَّهِ فَلَا جُنَاحَ عَلَيْهِمَا فِيمَا افْتَدَتْ بِهِ ۗ تِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ فَلَا تَعْتَدُوهَا ۚ وَمَن يَتَعَدَّ حُدُودَ اللَّهِ فَأُولَٰئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ﴾
وبالطبع للطلاق أسباب متعددة ومختلفة نفسية و اجتماعية و غيرها من الأسباب المختلفة و تتركز أسباب الطلاق في هذه الفترة الصعبة على ضيق الوضع المادي بالإضافة الى سوء التعامل بين الزوجين، كان ذلك من جهة الزوج أو من جهة الزوجة أو من الطرفين.
ولكن محور اهتمامنا في مقالنا هو الأسباب الاقتصادية التي قد تؤدي إلى الطلاق حيث لا يستطيع الزوج تلبية احتياجات أسرته الأساسية ناهيك عن احتياجاتها الكمالية أو شبه الكمالية!
تقارير طلاق مقلقة:
صادر تقرير حديث عن الجهاز المركزي للتعبئة والإحصاء المصري، والذي أظهر وجود ارتفاع في حالات الطلاق الموثقة إلى 254 ألفاً و777 حالة عام 2021، بينما كانت الاحصائيات 222 ألفاً و36 حالة عام 2020، بزيادة نسبتها 14.7%.
و كما أبرزت صحيفة "اليوم"، أن البيانات الصادرة عن الهيئة العامة السعودية للإحصاء تظهر وصول عدد حالات الطلاق في العام 2020 إلى أرقام هائلة (أكثر من 57 ألف حالة، بمعدل يصل إلى 168 حالة طلاق في اليوم الواحد، و 7 حالات طلاق في الساعة الواحدة) حيث زادت نسب الطلاق في المملكة زادت نحو 6 أضعاف خلال السنوات العشر الماضية.
وكشفت الإحصائيات بأن البحرين قد شهدت 15.111 حالة طلاق خلال 10 سنوات من أصل 60 ألفاً و978 حالة زواج لذات الفترة، يعني ذلك أن أكثر من 24% من عدد المتزوجين في تلك الفترة حدث بينهم الطلاق
كما بلغت معدلات الطلاق في لبنان 20% مع نهاية العام 2020، وهناك تخوف كبير حول مصير الزيجات بعد ازدياد نسبة الطلاق بشكل كبير في ظل الظروف الحالية.
حفلات زواج فارهة!:
تبين حسب التقارير بأن جزء من الأسباب التي تؤدي الى الطلاق هي مالية اقتصادية و يرجع ذلك الى ارتفاع قيمة المهور والبذخ غير المعقول و المفرط على حفلات الزواج
كما نرى ذوي الدخل المحدود ينافسون في إنفاقهم كالمقتدرين وهذا بسبب عدم قبول زوجاتهم بأقل من غيرهن من زوجات المقتدرين ماليا.
و من تبدأ المشاكل المالية تكبر وتتفاقم ليصل الى حد لا يستطيع الأزواج تلبية احتياجات أسرهم الأساسية فقلة الوعي وعدم أخذ الأمر في الحسبان ولو فكرت الزوجات في مصالحهم لما ذهبن إلى هذه الطلبات المبالغ فيها التي ترهق أزواجهن وتدمر حياتهن الزوجية
ضيق الوضع المادي:
يعاني الكثير من سكان الوطن العربي من ضغوطات اقتصادية كبيرة غير مسبوقة في ظل الأزمة الاقتصادية الخانقة بالإضافة الى أزمة كورونا وتداعياتها وذلك انعكس على شكل وضع مالي متردي و ارتفاع جنوني في أسعار السلع الأساسية كما كان الارتفاع في معدلات البطالة وجه كارثي مضاعف!
بطالة متزايدة و ضغوطات نفسية على الرجل!
كثير من الأشخاص لم يعودوا قادرين على الحصول على اعمال مجال اختصاصاتهم أو مهاراتهم أو خبراتهم مما أدى إلى جلوسهم في المنزل أو الحصول على أعمال غير مناسبة لهم وبالتالي تحقيق دخل مادي قليل أو عدم تحقيقهم أي دخل المالي
وهذا ما يولد تبعات سلبية على نفسية الرجال بسبب الثقافة المجتمعية التي تجعل منه مسؤولا عن تلبية احتياجات المنزل المادية و ربط الرجولة بالإنفاق على الاسرة والعمل لذا تعرض فقدان هذه المكانة الاجتماعية الرجال لضغوطات نفسية واجتماعية وبالتالي تفاقم المشاكل الزوجية و الاسرية.
يجب ايجاد حلول واقعية وجذرية:
يجب على الدول العربية التفكير بجدية في إيجاد حلول واقعية تؤدي إلى انخفاض نسبة الطلاق بين جيل الشباب لأن التجاهل أو التغافل عن هذه المشكلة الجوهرية في مجتمعنا يورثان تداعيات سلبية وانعكاسات خطيرة على المجتمع لا تحمد عقباها الأمر الذي يتطلب البحث عن حلول واقعية وسريعة من قبل الجهات الحكومية، ومنظمات المجتمع المدني، للحد من الزيادة الكبيرة في معدلات الطلاق.