الحب والإعجاب

ما هو الحب؟
الحب في القرآن:
والحب في القرآن  هو شعور روحين أنهما من الله وإليه فهو التقاء بين شخصين  على تقوى الله و العفاف وصون النفس عن الانغراس في الشهوات 
إن الحب في القرآن هو روحين التقيا على سموٍ رفيع أرفع من مما تلتقي عليه سائر مخلوقاتِ الله من كلأ ومرعى. 
ويمكن القول أن الحب في منظور الإسلام هو التقاء روحين مدركتانِ أنهما من الله حيث يقول الله تعالى: "وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً ۚ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ" (الروم 21).
وعند التأمل في هذه الآية يدرك بأن المعنى العميق الجميل جيث و قبل كل شي ما الحب إلا آية من آيات الله؛ أن تركن الروح و تستقر وتسكن لإحداهُن.
 الحب عند العالم سيغموند فرويد:
واجه توصيف الحب من قبل العلماء عدة صعوبات، فمثلا اعتبر العالم سيغموند فرويد ان الحب في أيامه يهتم بالناحية الموضوعية، أما عند القدماء فكان الحب محصوراُ بالناحية الغريزية، وأضاف فرويد بأن تأملاته قادته إلى أن الحب كان يفعل فعله منذ بدء الحياة، وأن للحب أنواع عديدة كحب الرجل للمرأة ، وحب الوالدين لولدهما و ....
 الحب عند العالم سلوفان:
أما العالم سلوفان (1953) اعتبر أن جذور الحب تبدأ من مرحلة ما قبل المراهقة، حيث يتكون لدى الطفل والحدث خلال تنشئته الاجتماعية الرغبة في تقديم شيئاً من طرفه للطرف الآخر مقابل الحصول على شيء، أي إشباع متبادل للحاجات، ثم يتبلور الحب بعد مرحلة المراهقة عندما يكون هناك تحقيق رغبة أو إشباع أو رضى من طرف إلى طرف آخر، مسألة أساسية ، فهنا الحب يصبح موجوداً حيث يتم فيها الاندماج بين الطرفين لإشباع الشهوة، بشكل متبادل في علاقة قائمة على المودة.
 الحب عند العالم ايريك فروم وكارن:
يرى العالم ايريك فروم (1956) أن الإنسان كان يعيش متواصلاً بحرية مع الطبيعة، ثم انفصل عنها مما سبب له مشاعر من القلق، وللتغلب على تلك المشاعر القلقة، توجه لإقامة علاقات مع الآخر والاتحاد معه.
كما اعتبر العالم فروم أن الحب هو الاهتمام بسعادة وتعزيز وتنمية حياة الآخر، والرغبة الاختيارية بالاستجابة لحاجات وقبول الآخر كما هو. 
بينما تعتقد العالمة كارن هورني أن الحب الذي يتميز بالضعف والتضحية والسيطرة والاستغلال هي ممارسات تحاول أن تعطي انطباع بأنه حب حقيقي، إن الحب الحقيقي لايقدر بثمن، فهو القدرة على العطاء والمنح.
ما هو الإعجاب:
عرف كل من العالمين جوناثان وألجاي الإعجاب بأنه أحد المشاعر ذات الأثر في الإنسان، وأنها عاطفة نشعر بها تجاه من يتميز بالتفوق في أحد المجالات، من سلوكيات أو أعمال أو نشاطات أو صفات جسدية، سواء كان التفوق أخلاقي أو لاأخلاقي.
أما ريتشارد سميث فيعرف الإعجاب بأنها عاطفة موجهة إلى لآخرين، بحيث تجعل المعجب يرغب أن يكون مثل المعجب به، وقد تكون هذه العاطفة موجبة (إعجاب)، أو أن تكون سالبة (حسد)، فالعاطفة الموجبة أي الإعجاب تدفع الأفراد لأن يكونوا مثل المعجبين بهم، أما العاطفة السلبية فهي التي تسبب الإحباط لدى الحاسدين، لكن قد يكون الحسد أحياناً عامل محفز لتنشيط وتطوير الأداء نحو الأفضل.
إلى ماذا يهدف الإعجاب؟
يهدف الإعجاب إلى تحفيزنا ودفعنا إلى التعلم  والتطوير الذاتي، وذلك عندما نعتقد بأن هذا التحفيز ممكن لنا، ويدفعنا الإعجاب بالآخرين في المجتمع، والمتميزين بالمهارات والمواهب سواء كانت علمية (تميز في المجال العلمي أو الأدبي)، أو مهنية (نجاح في العمل الوظيفي أو المهني)، أو أخلاقية (فضائل دينية)، أو سلوكية (أساليب التعامل مع الآخرين)، أو جسدية (رياضية، جمالية) ...... إلى أن نقترب منهم، ونتواصل معهم، محاولة منا لأن نكتسب منهم تلك المهارات والمواهب، التي جعلت منهم أفراد متميزين، ونحاول أن نحاكيهم ونكون مثلهم.
 هل يوجد ارتباط بين الإعجاب والحب ؟
 نعم يوجد إرتباط بين الإعجاب والحب، كون الإعجاب قد يكون مدخلاً يقود المعجب لأن يقع في حب من أعجب به، لكنه ليس شرطاً حتمياً للوقوع في الحب. كما أن الحب لا يشترط الأعجاب بصفات الشريك، لأن الحب عبارة عن كتلة من المشاعر، أكثر عمقاً، وأعظم منزلةً، ويزرع الشغف واللهفة والسعادة والبهجة العميقة والدائمة في النفس تجاه الشريك، أما الإعجاب فإنه يعتمد على صفات وسلوكيات شخصية يتميز بها الفرد .
وأخيرا:
إن الحب هو مزيج من الأحاسيس والتصرفات، التي تتميز بالاهتمام الجلي بشكل إيجابي (على الأغلب) من شخص إلى شخص آخر، في إطارٍ من الرغبة الجامحة بالانجذاب والتقارب، والرغبة الشديدة بالتواصل والارتباط المباشر مع الحبيب، وينعكس التقارب والانجذاب بصيغة مشاعر إيجابية ملؤها السعادة والإثارة والرغبة في الحياة، والبقاء قرب الحبيب، والاتصال به روحياً وجسدياً، والإحساس بالأمان معه والثقة به. لكن في بعض الأحيان، قد تعطي تلك الأحاسيس والتصرفات، مشاعر سلبية تتصف بالتوتر والغيرة وعدم الرضى. ومن المفيد أن نميز بين الحب والإعجاب، فالإعجاب سلوك يحمل في طياته الشعور بالتقدير والاحترام وحب الرفقة، من شخص لآخر أو من كلا الشخصين، ضمن أطر محددة.
الحب والإعجاب
المقالات