الأسرة في الإسلام

الأسرة في الإسلام هي المكون الأساسي في البناء المجتمعي والتربوي المسلم ومعنى الأسرة لغوياً هو الدِّرع الحصينة. والأُسْرة أَهل الرّجُل وعشيرته. والأُسْرة الجماعة يربطها أَمْر مُشْترَك. 
 ولقد نظر الإسلام للأسرة على أنها اللبنة الأولى والخلية الأولى وتبنى على أساس الارتباط بين رجل وامرأة عن طريق الزواج الشرعي ومن ثم ما يأتي من صلبهما من أولاد وذرية وتتشعب الى ما يتصل معها من أقارب فقال تعالى (ُوَ الَّذِى خَلَقَكُم مّن نَّفسٍ, واحِدَةٍ, وَجَعَلَ مِنهَا زَوجَهَا لِيَسكُنَ إِلَيهَا ) [الأعراف: 189]
ولكل فرد في الأسرة في الإسلام واجبات ومسئوليات وحقوق عليه القيام بها على أكمل وجه ممكن و يتضافرون معًا لتلبية المتطلبات الأساسية الاقتصادية، والاجتماعية الضرورية لاستمرارية الحياة.

ما هي أهمية التربية الأسرية للمجتمع؟ 
تعرف التربية في كونها عمليّة تضم الأفعال والتأثيرات التي تهدف إلى تنمية شخصية الفرد واكمال وظائفه عن طريق التكيف مع ما يحيط به.
و تقسم أهداف التربية الى قسمين الأول تكوين الفرد وصقل شخصيته وثانيا والمساهمة في ترقية المجتمع وتطويره، ولكن يعتبر أداء الاسرة بدورها الأساسي والذي يكمن في الرعاية والتربية الحجر الأساس للمساهمة في ترقية المجتمع وتطويره
أي وبعبارات أخرى تكمن أهمية العائلة او الاسرة في كونها المسبب الرأسي في تكون شخصية الطفل اجتماعياً ونفسياً وذلك بهدف تهيئة الطفل ليصبح قادرا على تحمّل المسؤولية في المستقبل حيث يتم غرس مبادئ وقيم الاحترام والتقدير لذاته وللآخرين على حد سواء 
لذا نستنتج مما سبق بأن الخلية الأولى هي الاسرة وفي حال ضعفها سوف يؤدي ذلك بالنتيجة الحتمية إلى معاناة المجتمع من الانحطاط الفكري والإنساني وغياب في التعاضد الاجتماعي بين مختلف أوساط المجتمع.

ما هي أهمية الأسرة للفرد؟ 
على صعيد الأبناء
تعد الاسرة الحصن الأول لرعاية الأطفال والاهتمام بهم وتوجيههم الى الطريق السوي ويبدأ ذلك من الساعات الأولى لخروج الطفل الى الحياة لذا لا بد من استغلال كل دقيقة بدأ من هذه المرحلة العمرية لأنها اللبنة الأولى الذي تتشكل منه شخصية الأبناء حيث قال الله تعالى (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ)  [التحريم:6].
كما يجب على الآباء إيفاء احتياجات أبنائهم من طعام ومسكن وحاجات عاطفية ونفسية لذا للأسرة دور كبير في رعاية الأبناء والاهتمام بالأبناء نعمة وأمانة من الله عز وجل وسيُسأل عنها الاباء.
على صعيد الآباء 
أودع عز وجل ميلا فطريا في كل جنس، وذلك لكي تتكاثر المخلوقات وتستمر الحياة حيث تكون سنة الله قائمة على الزوجية في قوله تعالى {وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً} [ الروم: 21]  لذا ففي الزواج وتكوين اسرة إشباع لحاجات الجنس للطرفين.
ولكن هنالك جانب آخر ألا وهو اشباح عاطفة الأمومة للمرأة وحاجة الرجل للأبوة حيث ان إشباعها سبب من أسباب السعادة وتهدأ النفوس 

أهمية الأسرة ومكانتها في الإسلام
لقد حطم الغرب مفاهيم الاسرة بعد الحرب العالمية الثانية وأصبح العالم الغربي لا يكترث الاسرة لذا أصبحنا نرى في الآونة الأخيرة انعكاس ذلك على المجتمع بشكل واضح وجلي، ولكن وعلى النقيض حرص الإسلام أشدّ الحرص على إرسائها وتثبيتها وصيانتها و حمايتها من كُلّ ما يؤذيها من بدايته حيث حافظ على وحدة صفها عبر إعطاء كُلّ فردٍ منها دوراً مهمّاً في حياته.
وهنا يجب أن نتكلم عن أساس البيت ومربية الأطفال وهي الأم لذا قد كرمها الإسلام حيث 
جاء في حديث أبي هريرة قال: جاء رجل إلى رسول الله ﷺ فقال: يا رسول الله، من أحق الناس بحسن صحابتي؟ -يعني: صحبتي، قال: أمك قال: ثم من؟ قال: أمك، قال: ثم من؟ قال: أمك، قال: ثم من؟ قال: أبوك[1]. متفق عليه.
كما اعطى للاب مكانة مهمة في الإسلام، وله مقام شامخ ومنزلة كبيرة. وتشير كلمة الاب الى الإشراف والاحترام والهيبة والوقار والمرتبة الرفيعة وكلمة الفصل بيده فقط القرار النهائي لذا هو قائد الأسرة وموفر احتياجاتها.
ويقول الإمام بن القيم في تربية الآباء لأطفالهم “فمن أهمل تعليم ولده ما ينفعه، وتركه سدى، فقد أساء غاية الإساءة وأكثر الأولاد إنما جاء فسادهم من قبل الآباء وإهمالهم لهم، وترك تعليمهم فرائض الدين وسننه فأضاعوهم صغاراً، فلم ينتفعوا بأنفسهم، ولم ينفعوا آبائهم كباراً”
و بالمحصلة أعطى الإسلام لكل فردٍ من أفراد الأسرة مهمّته الخاصّة الآباء والأمّهات يقومون بتربية الأبناء تربيةً إسلاميّةً، والأبناء يطيعون الآباء ويحفظون حقوقهم عبر تقديرهم واحترامهم، فظهرت النتيجة في تماسك الأسر في المجتمع المسلم وبناء مجتمع صالح.
الأسرة في الإسلام
المقالات