أهم سبع خصال تجعل الأبناء يكرهون الآباء

ما أسباب كره الأبناء للآباء؟ تشكل الأسرة اللبنة الأولى في بناء المجتمع، فمن خلالها تتم صياغة شخصية الأبناء، حيث يكتسبون من خلال الأسرة  الآداب والسلوكيات الاجتماعية، ويتلقون مبادئهم الأساسية في الحياة. 
فـالأبوان  هما حلقة الوصل بين الأبناء وثقافة المجتمع وبين الأبناء وأنفسهم أيضا . ومما شك فـيه أن الاهتمـام بتربيـة الذريـة الصالحة، يعد من أفضل صور الاستثمار وهو مطلب فطري لدى الآباء ويتضح فيما جاء علـى لسان نبي الله زكريا عليه السلام، حينما دعا ربه سبحانه وتعالى: “هُنَالِكَ دَعَا زَكَرِيَّا رَبَّهُ ۖ قَالَ رَبِّ هَبْ لِي مِن لَّدُنكَ ذُرِّيَّةً طَيِّبَةً ۖ إِنَّكَ سَمِيعُ الدُّعَاءِ” (آل عمران : 38)، وفيما جاء على لسان نبي الله إبراهيم عليه السلام “رَبِّ اجْعَلْنِي مُقِيمَ الصَّلَاةِ وَمِن ذُرِّيَّتِي ۚ رَبَّنَا وَتَقَبَّلْ دُعَاءِ” (إبراهيم :  40).فمن أهم الأسباب الرئيسية لكره الأبناء الآباء.

عدم تحمل المسؤولية:
وهي من أسباب كره الأبناء للآباء فكثير من الأبناء ينشؤون في ظل أب لا يتحمل أعباء أسرته، ولا يتحمل مسؤوليتهم المادية والنفسية والأسرية . وهناك نوع من الآباء يتركون أبنائهم ويتخلون عن مسئوليتهم تمامًا فلا يفكرون في النفقات ولا الاهتمام بشؤون أبنائهم. وهناك نوع آخر يمكث مع أبنائه ولكنه يتكاسل عن أداء مهامه تجاه أولاده. وهذان النوعان من أسوأ أنواع الآباء الذين يزرعون كراهية أبنائهم بأيديهم كونهم غير مسؤولين عن أبنائهم .
عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم قال(كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته.

القسوة وعدم إظهار مشاعر الأبوة الفطرية تجاه الأبناء:
القسوة التي تؤدي إلى حدوث جفاء بين الآباء والأبناء وتزرع داخل الأبناء والأسرة الشعور بالكراهية تجاه الأب. وتظهر القسوة في الضرب أو الكلمات القاسية وعدم وجود تواصل عاطفي بين الابن والأب فلا يشعر الابن بحب أبيه. وهنا يبدأ الابن في الشعور بالكره والغل ناحية أبيه. فإظهار مشاعر الأبوة الفطرية كالحنان والاحتواء تجعل الأبناء يشعرون بالانتماء لآبائهم وللأسرة

العصبية:
وهي أكثر الصفات انتشارًا بين الآباء والذين لا يشعرون كيف تؤثر العصبية بشكل سلبي على الأبناء حتى وإن كانت العصبية في أمور الحياة بشكل عام. 
الكثير من الأبناء يشعرون بالخوف من الصوت العالي والأسلوب العصبي، ولذلك فهم ينفرون من الآباء العصبيين ويبتعدون عنهم نفسيًا. 
فتنشأ فجوة بين الأب والابن بسبب خوف الابن من إثارة عصبية الأب لأتفه الأسباب، ويصل الأمر إلى  الكراهية في النهاية وعلى الأبناء مراعاة مشاعر الأب وعدم استفزازه في أوقات العصبية مما قد يخفف حدة الصدام بينهم ويجعل الحياة الأسرية افضل  

التفرقة بين الأبناء:
عدم المساواة بين الأبناء في المعاملة والانفاق والحب والعطاء يستنزف رصيد أبيهم من المحبة فيكرهونه  لأن الأبناء يحبون أن يشعروا أن لكل منهم مكانة خاصة في قلب الأب. 
ولكن الأب الذي يفرق بين الأبناء يسلب من أبنائه الشعور بالأمان والاستقرار العاطفي. 
فكيف سيبادله ابنه عاطفيًا إن لم يجد منه الحب في جميع الأحوال.وهناك نوع آخر من التفرقة وهو التفرقة بين الابناء على حسب نوع الجنس ذكر ام انثى وهذه التفرقة أصعب أنواع التفرقة بين الأبناء والآباء والتي تشكل عدم الانتماء للأسرة  

الشجار والخلاف أمام الأبناء:
الآباء في الغالب لا يراعون وجود الأبناء أثناء تصرفاتهم فيظهرون خلافـاتهم أمـام الأبناء ممـا يفقدهم عنصر القدوة الحسنة، ويمكن إرجاع ذلك إلى أن الآباء يظنون أن الأبناء لا يلتفتون إلى سلوكهم ذلك، لا سيما في المراحل الأولى من حياتهم، كما أنهم لا يـدركون علـى النحو المطلوب الأثر السلبي المترتب على تصرفاتهم الغير مسؤولة أمام أبنائهم، كمـا يمكـن إرجاع مثل ذلك السلوك إلى عدم إلمام الآباء بالمبادئ التي تقوم عليها الحياة الزوجية الناجحة من تفاهم واحترام متبادل وعلاقة حسنة,قال تعالى-: (وَمِنْ ءَايَاتِهِۦٓ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَجًا لِّتَسْكُنُواْ إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِى ذَلِكَ لَآياتٍۢ لِّقَوْم يَتَفَكَّرُونَ).
 
التسلط والتقليل من قدرات الأبناء:
التحكم وفرض السيطرة بالقوة والعنف أمر كفيل بنزع الحب من داخل قلوب الأبناء لآبائهم. لأنهم لا يغفرون للآباء كيف أنهم سلبوا منهم حرية اللعب في الصغر وحرية الاختيار في الكبر
التقليل الآباء من قدرات الأبناء له آثار مدمرة على الأبناء؛ حيث يسبب لهم ألماً نفسياً كبيراً. فضلاً عن كونه سلوكاً مخجلاً يعرض الآباء للانتقاد المباشر من قبل الآخرين. لأنه يتناقض مع طبيعة الآباء الذين غالبـاً مـا يفتخـرون بأبنائهم ويحبون أن يظهروا أمام الآخرين على أفضل صورة. وذلك السلوك يفسد العلاقـة بـين الآباء والأبناء إلى حد كبير؛ مما يؤدي إلى شعور الأبناء بالإحباط والاكتئاب والشعور بالظلم. 

البخل:
البخل والتقتير على الأبناء وعدم الاستجابة لمطالبهم وحاجاتهم في معظم الأحيان؛ مما يجعلهم يشعرون بالنقص والحاجة، وقد تقودهم احتياجاتهم لممارسة التسول، أو السرقة، أو الالتفاف على رفقاء السوء. قال تعال(وَلَا يَحْسَبَنَّ ٱلَّذِينَ يَبْخَلُونَ بِمَآ ءَاتَىٰهُمُ ٱللَّهُ مِن فَضْلِهِۦ هُوَ خَيْرًا لَّهُم ۖ بَلْ هُوَ شَرٌّ لَّهُمْ ۖ سَيُطَوَّقُونَ مَا بَخِلُواْ بِهِۦ يَوْمَ ٱلْقِيَٰمَةِ ۗ وَلِلَّهِ مِيرَٰثُ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلْأَرْضِ ۗ وَٱللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِير)ٌ

وأخيرا..
يجب على الآباء الحفاظ على تكوين الاسرة بشكل سليم وجعل الأبناء يشعرون بالانتماء والحب والعطاء لابائهم وللاسرة ولكل من حولهم كي يخرج جيل مصلح يقود للخير .
أهم سبع خصال تجعل الأبناء يكرهون الآباء
المقالات