أثر الخلافات الزوجية على الأطفال

تعد الاسرة الحضن الدافئ للأطفال حيث تهتم به وترعاه منذ صغره وتسهم بشكل أساسي ومباشر في تنمية شخصية الطفل ويؤدي استقرار العلاقة الزوجية إلى تماسك الأسرة وخلق جو يساعد على التنشئة النفسية الصحيحة الطفل.
ولكن عندما تتحول الخلافات الزوجية إلى طقس طبيعي بين الزوجين وخصوصا أمام الأطفال يحدث شرخا في نفسية الطفل وتزداد سوء يومًا بعد يوم وشجار إثر شجار دون مراعاة للآثار السلبية المدمرة على الطفل!

الآثار السلبية على الصحة العقلية للطفل:
يسبب الشجار المستمر للأهل أمام أولادهم أضرار بالغة على صحتهم النفسية على المدى البعيد حيث قد يصاب الأولاد بالتوتر ونوبات من القلق النفسي والعصبي الحاد، الخوف، الشعور بالذنب، عدم الثقة بالنفس، صعوبة التركيز (وبالتالي يؤثر ذلك على تحصيلهم الأكاديمي) الاكتئاب الحاد، العزلة عن المجتمع وهذا على سبيل المثال لا الحصر!
ويمكن حل الخلافات الزوجية عبر عدم البدء بالشجار خصوصا عند انفعال أحد الزوجين وتاجيل النقاشات الى وقت آخر وعدم الإصرار على استمرار الحديث بهذا الشكل الذي لن ينتج عنه سوى الشجار، ولا تكن الطرف الذي يبدأ ذلك الشجار بالإضافة إلى نقاش المشكلة بالطبع في وقت لاحق والإنصات وإيجاد حل وسط مرضي للطرفين او اللجوء الى مساعدة الأهل في حال عدم وجود حل.

الشعور بالذنب عند الطفل:
يحتمل مواجهة الطفل عند حصول شجار وراء شجار بشكل مستمر الى الانحياز الى أحد الطرفين وذلك وسوف يقوم بارتباكهم والشعور بالتشويش ولن يستطيعوا أن يقرروا من هو على خطأ ومن هو الصحيح لذلك سيشعرون بالذنب انحيازهم لأحد الطرفين وخذلان توقعات وآمال الآخر.

عدم الشعور بالأمان في كنف الأسرة:
يعتبر المنزل بالنسبة للأطفال المكان الهادئ والمريح والأمن لهم، ولكن ومع الشجار المستمر والمتكرر سيندثر شعور الطفل بالأمان في منزلهم ويتهدم الشعور بالأمان والسلام! حتى ولو كان ذلك الشجار عنيف سيتسبب في حصول ازمة عند الطفل و تأثيرات مدمرة على نفسيته وبالتالي تعقد الأمور أكثر وأكثر في الاسرة وتفككها في نهاية الامر!

تدهور التحصيل الدراسي:
عند اشتعال مشكلة بين الزوجين قد يطلب أحدهم من الأطفال الذهاب الى غرفهم وأداء واجباتهم الدراسية وذلك باعتقادهم انهم سيقومون بذلك ولن يؤثر الشجار عليهم!  ولكن هذا ليس هو الحال ابدا! سيكون الأطفال وقتها خائفين مرعوبين منشغلين فقط بالتفكير متى سينتهي هذا الكابوس، وهذا الأثر النفسي سوف يضعهم في مواجهة صعوبة كبيرة جدًا في تحصيلهم الدراسي وصعوبة تنظيم عواطفهم وذلك بسبب كثرة واستمرارية تعرّضهم لها.

الانعزال عن المحيط والعنف:
عند تعرض الطفل الى المشاحنات والمشاجرات الكثيرة بشكل مستمر بين الاهل دون توقّف سيحاول تفريغ غضبه وإحساسه بالذنب مع محيطه حيث يزيد ذلك فرصة تعامل الأطفال بعنف مع الآخرين بعنف وعدوانية و يفقد علاقاته الصحية مع المحيطين به ويؤدي ذلك الى المزيد من العنف أو الانطواء الذاتي!

مشاكل في علاقة الأبناء مع الآباء:
تتأثر العلاقة بين الأولاد والأهل بسبب البيئة غير المريحة والمليئة بالشجارات والخلافات المستمرة التي يعيشون بها، فالأب والأم قدوة للأبناء! وعندما يشاهدون قدوتهم في شجار مستمر قد يؤثر ذلك على الصورة الجميلة للأبوين وسينال ذلك من احترامهما وهيبتهما على اطفالهما!، وسيشعرون بالخذلان ولن يقوموا بالتوجه الى الاب والام لمساعدتهم في حل مشاكلهم الشخصية ومشاكلهم مع محيطهم المليء بالمشاكل لن يحل مشاكل الاخرين! وهذا ما يؤثر على مشاعر الأطفال ولن تنشأ بين العائلة أي علاقة حب صادقة.
 
خطر الإصابة باضطرابات الأكل:
تنعكس الخلافات الزوجية علة الطفل على شكل الإفراط في تناول الطعام وخصوصًا عندما يلجأ الطفل لنوع معين من الأطعمة تعبيرًا عن غضبه (غالبا الحلويات) والتي تسبب بدورها أمراض السكر والسمنة للطفل في عمر مبكر!
ومن المعروف أن السمنة هو مرض لا يؤثر فقط على الشكل الخارجي للطفل، ولكن تشتمل على تداعيات صحية خطيرة مثل المعاناة من أمراض القلب والأوعية الدموية والتي قد تستمر معهم طول حياتهم.

نصائح مهمة لتجنّب المشاكل الأسريّة أمام الطفل:
  • مناقشة المشكلة مع الطفل بهدوء، دون الخوض في تفاصيل الخلاف
  • طمأنة الطفل وتذكيره دائما بأن جميع العائلات قد يتعرضوا أحيانا لبعض الخلافات
  • محاولة إخفاء المشاكل أمام الأطفال، ومعالجتها خلال تواجد الأطفال خارج المنزل.
  • أخبار الطفل بتقدير دعمه واهتمامه بالمشاكل العائلية
  • عدم إظهار مشاعر الغضب أو التوتر أمام الأطفال.
  • عدم السب واستخدام الألفاظ السيئة أمام الأطفال مهما كانت الأسباب.
  • محاولة التقليل من وقع المشكلة أمام الأطفال، والتعامل معها بشكل هادئ وعقلاني.
  • الذهاب في خارج المنزل وتسلية الأطفال (منتزه- حديقة – مدينة ملاهي الخ..)  بين الحين والآخر
  • مد جسور التواصل مع الأطفال بشكل فعال والحديث معهم ليشعر بمدى اهتمام به.
  • وضع قواعد صارمة وأنظمة وقوانين داخل المنزل، وفرضها على الطرفين الأطفال والوالدين.
  • التعامل المحترم المتبادل بين الزوج والزوجة أمام الأطفال، مهما كانت خلافاتهم الخاصة معقدة كبيرة.
أثر الخلافات الزوجية على الأطفال
المقالات