6 طرق لاستدامة الحب بعد الزواج

    الحب فطرة إلهية أودعها الله فينا، إنه نفحة من الله، وآية من آياته، وهو أسمى من التلاقي الجسدي بين المحبين، شعاره التضحية والبذل والعطاء، وتجاوزٍ عن الهفوات والأخطاء، 
و يتكلل الحب بالزواج المبني على أسس سليمة، حيث يجمع بين روحين، روح تستقر وتسكن مع أخرى، يقينهما أنهما سيرزقان بإذن الله بأرواحٍ جديدةٍ ثمرةً لحبهما بزواجهما، قال الله تعالى (يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً) سورة النساء 1.
    ورد في القرآن الكريم قصص عن الحب، منها قصة حب إبنة شعيب لسيدنا موسى عليه السلام، وقصة حب زليخة لسيدنا يوسف، وحب الرسول عليه الصلاة والسلام لسيدتنا خديجة إذ قال (إِنِّي قَدْ رُزِقْتُ حُبَّهَا)، وأيضا أحب عائشة، ففي سنن الترمذي ومستدرك الحاكم من حديث عَمْرِو بْنِ العَاصِ أَنَّهُ قَالَ(يَا رَسُولَ اللهِ؛ مَنْ أَحَبُّ النَّاسِ إِلَيْكَ؟ قَالَ: عَائِشَةُ. قَالَ: مِنَ الرِّجَالِ؟ قَالَ: أَبُوهَا) ولكن كيف نجعل الحب بعد الزواج مستداماً؟
 
1 – إهتمام الزوجان ببعضهما البعض:
 والتي يمكن أن يعبر عنها من خلال أن يشعر الزوج زوجه أنه محط إهتمام لديه، من حيث رعايته له، والعناية الدائمة به، وتلبيته عند الحاجة إليه، وتقديم النصح والإرشاد وتوجيه المشورة والرأي المناسب الذي يخدم مصلحته، وأن يخصص الوقت الكافي للاستماع له عند اللزوم، والجلوس معه من وقت لآخر بعيدا عن العائلة والأولاد ليشعر كل منهما أنه مازال هو الحبيب، وأن مكانه في القلب والفؤاد.
2 – مساعدة الشريك:
 الزواج شراكة بين زوجين، ولكل واحد منهما مسؤوليات يقوم بها بهدف بناء حياتهما الأسرية، إن الله عز وجل وضع كلاً من الذكر والأنثى في سورة واحدة كقوله تعالى (يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً) سورة النساء 1 ، 
فمسؤوليات الذكر تكمن في القوامة من حيث والرعاية والحماية وتأمين متطلبات واحتياجات أنثاه وأولادهما، وللأنثى مسؤولياتها أيضاً من إنجاب ورعاية الأبناء، وأن تكون سكناً للزوج، ترعاه وتسهر على راحته
و مسؤوليات الأنثى لا تقل أهمية عن مسؤوليات الذكر بل قد تفوقها، فالمرأة ليست مجرد وعاء لمتعة الرجل وخادمة في بيته، بل هي شريكته في الحياة.
 
 
    في عصرنا هذا نزلت بعض الزوجات إلى سوق العمل، وأصبحت عاملة تساهم في بعض مسؤوليات الرجل المتعلقة بالإنفاق على الأسرة لتحسين مستواها المادي، وهذا انعكس على أعمالها المنزلية، وكان على الرجل أن يقدم الدعم لشريكته، ويساعدها في تسيير بعض الأعمال داخل المنزل ورعاية الأطفال، وهذا ليس عيباُ ولا إنتقاصاً من مكانته، ولنا في رسول الله قدوة حسنة، فقد كان عليه الصلاة والسلام يساعد زوجاته في أعمال المنزل، يقول الأسود بن يزيد رضي الله عنه: (سألت عائشة رضي الله عنها: ما كان النبي صلى الله عليه وسلم يصنع في بيته؟ قالت: كان يكون في مهنة أهله - تعني خدمة أهله- فإذا حضرت الصلاة خرج إلى الصلاة)
 وقالت السيدة عائشة -رضي الله عنها- في وصف النبي: (ما كان إلَّا بشَرًا مِن البشَرِ، كان يَفْلي ثوبَه، ويحلُبُ شاتَه، ويخدُمُ نفسَه)، وهو بهذا يضرب المثل في مساعدته والتيسير على أهل البيت.
 
3 – الاحترام والتقدير المتبادل:
 فالاحترام والتقدير المتبادل بين الزوجين يزيد من المحبة، ويساعد على استدامتها بينهما في جميع المراحل والظروف التي يمرون بها، فعند النقاش يجب أن يكون الحوار متسماً بالهدوء، وخلوه من العصبية والتعصب لرأي ما قدر المستطاع، حتى وإن اختلفا في طباعهما أو وجهات نظرهما، مع إمكانية أن يتنازل ويساير أحدهما الآخر في سبيل استمرار حياتهما الزوجية والحفاظ على استقرارها، فالحياة مسايرة.
 
4 – كلمات الحب وسحرها في النفس:
 من اللطيف إسماع الزوجين لبعضهما البعض كلمات الحب والغزل والهيام من وقت لآخر، خاصة من الزوج لزوجته لأن الغزل كما يقال عطر النساء، بنفس الأسلوب والطريقة التي كانت تنساب من قلبهما وفؤادهما إظهاراً لصدق مشاعرهما كما كانت قبل الزواج، وتعبيراً على أن العواطف الداخلية القوية التي تسكن قلوبهما مازالت في مكانها كما هي، مترافقة بالتصرفات والأفعال التي تؤكد على أن تلك الكلمات والمشاعر صادقة، لأن الكلمات وحدها ليست كافية لإظهار تقدير ومحبة الزوجين لبعضهما، مع بيان مكانة كل منهما في قلب الآخر، وأهمية وجوده في حياته. 
 
 
5 – تقديم الاعتذار عند الخطأ:
 من منا لايخطئ بحق الآخر، فالذوق والواجب يملي على المخطئ أن يقدم اعتذاره لمن أخطأ بحقه، فكيف الحال بين الزوجين الذين يعيشان مع بعضهما البعض، فلا بد من الوقوع في بعض الأحيان بالخطأ، وفي حال وقوعه سواءً كان مقصوداً أو غير مقصوداً من قبل أحدهما بحق الآخر، فلابد من تقديم الاعتذار وطلب الصفح بأسلوب لبق، وتطييب خاطره، وهذا التصرف سوف يزيل الغمام عن حياتهما وينقي النفوس ويبعد النفور، ويؤكد صدق المحبة بينهما، و يشعران بالراحة والطمأنينة.
 
 
6 – تقوية الألفة بين الزوجين: 
يمكن للزوجين إبقاء شعلة الحب مضيئة في حياتهما من خلال زيادة الألفة والتلاحم والارتباط بينهما، وكسر الروتين الذي يمكن أن يغلف حياتهما مما قد يسبب الضجر لهما، وذلك بالخروج مع بعضهما البعض في نزهات قصيرة، أو السفر للترفيه عن نفسيهما، والقيام بالتسوق سوياً، وتقديم الهدايا ولو كانت بسيطة للتعبير عن مكانة واهتمام كل منهما تجاه الآخر، 
والاحتفال بالمناسبات الخاصة بهما كيوم خطوبتهما أو عيد زواجهما، أو عيد ميلادهما ...، والتشارك البناء في وضع الخطط التي تهم العائلة، وتكتمل السعادة عندما يكون الزوجان حبيبان وصديقان في آن واحد، كأنهما روحان في روح واحدة.
وختاماً: 
ما أجمل أن يجتمع قلبك مع قلب آخر، لا يجد فيه إلا الحب والخير والسعادة، يمدك بالنصح ويساهم بهدايتك سبيل الحق، ومثل هذه القلوب موجودة في زمننا، وما عليك إلا أن تبحث عنه، فالنور بين وسط الظلام.
المقالات