يعيش الإنسان في حياته بأحوال كثيرة تغير حاله من حال إلى حال يعيش بين حزن وفرح وسعة وضيق وتعاسة وسعادة ولكن كل البشرية تبحث عن السعادة بكل صورها، وتبدأ سعادة الإنسان من المحيط الذي يكبر فيه، فإن كانت أسرته سعيدة عاش حياة سعيدة وهانئة وإن كانت غير ذلك عاش بشؤم وضيق.
من المسؤول عن سعادة الأسرة؟
لاشكّ أن المسؤول ليس شخصا واحدا ولكن هما الأم والأب.
يبدأ هذا الأمر بالتفاهم بين الزوجين في بداية حياتهما وبوضعهما نقاطا واضحة في التعامل مع بعضهما ومع أبنائهما. ونقاطا هامة لإدارة الأسرة، فلو اتفقنا أن الأب كان واعيا لمعنى الأسرة وكان شخصا متزنا وسويا فهو يعلم أن سعادة أسرته تكمن في الحب والاهتمام وإغداق العواطف في مكانها ووقتها المناسب وتكمن السعادة أيضا في تأمين حاجات الأسرة الضرورية إن كان فقيرا والكمالية أيضا إن كان ميسوراً، سعادة الأسرة تحتاج من الأب أن يكون رؤوفا رحيما عطوفا كريما حليما كل هذا يكون نابعا من الحب لأن الحب هو الذي يصنع السعادة، يقال: إن أجمل ما يقدمه الأب للأبناء ذكريات طفولة جميلة، هذا عن الأب ....
فماذا عن الأم؟
كذلك الأم عليها أن تعطي الأسرة الحب والاهتمام والدعم النفسي أيضا كما عليها أن تقوم بواجباتها تجاه زوجها وأبنائها من إعداد وجبات الطعام وتنظيف المنزل والعناية بالأولاد ونظافتهم وصحتهم الجسدية والنفسية كل ما ذكرناه هو من الأمور الطبيعية في كل أسرة سوية ولكن السؤال
ماهي العوامل العشرة المهمة لتجديد السعادة في الاسرة؟
دعونا نتفق أن سعادة الإنسان بيده وكذلك يستطيع وبقوة أن يسعد من حوله فهناك عوامل تساعد الأسرة على السعادة المتجددة:
- اهتمام كل فرد من أفراد الأسرة بأفرادها الباقين وهذا يكبر عليه الأولاد عندما يرون ويلاحظون اهتمام ولادهم بوالدتهم ووالدتهم بوالدهم، من هنا يبدؤون بالاهتمام بوالديهم ويبدؤون بالاهتمام ببعضهم البعض.
- مفاجأة أفراد الأسرة بعضهم بتقديم الهداية بمناسبات معينة قد تخص الأسرة بأكملها وقد تخص فردا من أفرادها.
- الخروج من فترة إلى أخرى إلى مكان جميل يحضر له مسبقا بالاتفاق مع الجميع ويتم اختياره من قبل الجميع، والعمل على أن يكون ذلك اليوم مميزا بتحضيراته وتفاصيله هذا مما يدخل السعادة على الأسرة ويترك أثرا جميلا في الذاكرة.
- ومن الأشياء التي تصنع السعادة المتجددة العبادة المتجددة التي تغذي فينا الروح، فكما أن الجسد بحاجة إلى غذاء كذلك الروح، وهذا يكون من مسؤولية الوالدين بتنبيه الأبناء على مواسم العبادة، وتعليمهم كيف يستغلون هذه الأوقات الفضيلة.
- التحفيز: كل منا يحتاج إلى تحفيز ودافع يدفعه تجاه هذه الحياة الصعبة ويقويه ويسنده وليس هناك أقدر من القيام بهذه المهمة أكثر من الأسرة نفسها فالتحفيز بين أفرادها يعطيهم قوة وطاقة ولا نظن أن التحفيز يحتاجه الأبناء فقط، كذلك يحتاجه الأب في أمور عمله وأقرب من يحفزه أبناؤه وزوجته، وأيضا الأم قد تكون في بعض الأحيان منهكة متعبة فهي بحاجة إلى تحفيز من زوجها ومن أبنائها أيضا.
- التواصل كأن يكون هناك تواصل بشكل يومي بين الأفراد تستمع الأم لمشاكل أولادها وتوجههم وتساعدهم في حلها، كذلك دور الأب، هذا التواصل يجعل السعادة متجددة في كل بيت فأن تجد من يستمع إليك ويهتم بك شعور يبعث على السعادة.
- تخصيص نوعا من الطعام يؤكل في يوم محدد من الأسبوع ويتكرر كل أسبوع كعادة حياتية، بعضنا يظن أن هذا روتين وتقليد ولكن هذا يترك عند الأبناء انطباعا وسرورا كبيرا بحيث انهم سينتظرون هذه الطقوس من الأسبوع إلى الأسبوع فهذه الطقوس من السعاد المتجددة.
- المشاركة في مشاهدة فيلم من فترة لأخرى مع جميع أفراد الأسرة، وتناول التسالي أثناء المشاهدة، هذه المشاركة تقوي روح الحب بين أفراد الأسرة .
- سرد القصص من أسرار السعادة المتجددة سرد القصص من قبل أفراد الأسرة بين بعضهم البعض كأن تكون حادثة قد حصلت مع أحد أفرادها أو أحد أفراد الأسرة قد شاهد حادثة وكان قريبا منها فيختار الوقت المناسب لتجمع الأسرة ويسرد هذه القصة عليهم مما يضفي طابع القرب والمودة والسعادة.
- السفر يجدد السعادة ويقوي العلاقات في حال كانت الأسرة ميسورة الحالة فالسفر حل جيد لتجديد السعادة.
هذه العوامل وغيرها من عوامل السعادة الأسرية يمكننا ممارستها لنجدد حياتنا بالمحبة والسعادة والتوازن داخل الأسرة فإذا ما كانت حياة الفرد متزنة كانت الأسرة متزنة وبالتالي ينعكس ذلك على المجتمع بأسره.