خمس أخطاء قاتلة في تربية الأبناء

خلقنا الله في الدنيا لنعمر الكون، وجعل الزواج وسيلة لتكاثر البشرية ولنعبده حق عبادته، فالزواج هو الوسيلة التي تستمر بها الحياة وقد خلقنا الله من هذه الأرض وجعلنا عُمَّارها لقوله تعالى: ﴿هو أنشأكم من الأرض واستعمركم فيها﴾ وأوكل إلينا مهمة الإعمار لا بالبناء فقط بل بإنشاء أسر صالحة وأطفال سويين صالحين يستطيعون مواجهة هذه الحياة فالمهمة الأعظم هي تنشئة جيل صالح، ومن هنا يأتي دورنا دور الأب والأم يأتي دور التربية الصالحة الصحيحة، ولكن كيف نعلم أن هذه تربيتنا لأبنائنا صحيحة أو غير صحيحة، بداية علينا أن نقرأ ونتثقف قبل الزواج أي في مرحلة الخطوبة وبعد الزواج نقبل على الإنجاب لنكون على بينة من أمر الإنجاب وأمر التربية، وإن واجهتنا مشاكل اثناء التربية حينها نستشير من هم أكبر منها ومن هم أهل الخبرة، الشيء الذي لا يستوعيه الكثير من الآباء أن تربية الطفل تحتاج إلى إطلاع على علم النفس، والآن نسرد أهم عشرة أخطاء قاتلة قد تدمر حياة أطفالنا ونحن لا نعلم، يقول ﷺ "كفى بالمرء إثماً أن يضيِّع مَن يقوت" ومن هذا المنطلق نتطلع لجيل قد تربى تربية صحيحة ونتدارك الأخطاء في التربية نذكر أهمها:

5 خمسة أخطاء قاتلة في تربية الأبناء:
التدليل الزائد: كثير من الأمهات تكون عاطفة الأمومة لديها قوية، وتكاد لا تستطيع أن تتحكم بمشاعرها أمام طفلها وخاصة إذا كان الطفل الأول، فتراها تتصرف بعاطفتها فقط فتهتم به اهتماما أكثر من حاجته، حتى أننا نرى كثير من الأمهات ما إن يقع ابنها في بداية تعلمه المشي تركض وترفعه عن الأرض وتقبله، وتكرر هذا الفعل في كل مرة هنا الطفل يصبح اتكالياً حتى أنه بعدة عدة مرات إن وقع لا يحاول القيام ولكن ينتظر أمه أن تأتي لتساعده، ومواقف أخرى كثيرة كأن تطعمه إلى سن يجب أن يعتمد على نفسه فيها ولكنها من شدة قلق الأم على الطفل تعطيه كل هذه العناية، وهي هنا لا تعلم أن التدليل الزائد هذا يجعل طفلها خجلاً وكثير الانطواء وتولد عنده الخوف من مواجهة الحياة وتُضعِف ثقته بنفسه، وقد أثبتت الدراسات أن الطفل المدلل هو قلق بطبعه.
المقارنة بين الأخوة: ونسيان الفروق الفردية، قد يقارن بعض الآباء الأخوة ببعضهم فإذا ما كان أحدهم ذكياً وناجحاً بدروسه والآخر ليس كذلك تراهم يذكرون الطفل صاحب الذكاء المتوسط بنجاحات أخيه بشكل متتالٍ مما يولّد عند هذا الطفل الحقد على أخيه ويهذا التصرف يجعله إنساناً غير متزن، ولكن لو أن الآباء نظروا إلى شخصية هذا الطفل متوسط الذكاء نجده يتميز بكثير من الصفات الجيدة ويتقن الكثير من المهارات، هنا يجب أن ينتبه الآباء إلى مشاعر هذا الطفل ومراعاتها، بل وتشجيعه بما يتقنه ليكون إنسانا سوياً. 
تفضيل ولد عن ولد: قد يكون حب ولد في قلب الأم أو الأب أكثر من ولد أو أحيانا هكذا تظهر تصرفات الوالدين أو أحدهما، ويظنان أن تصرفاتهما طبيعية ولكن الأخ أو الأخت يلاحظون هذا وبشدة ويتحسسون ويؤدي هذا إلى تدمير نفسية الأطفال من هذه المعاملة، بعض الأمهات لا تنتبه وعندما تسألها مَن أكثر ولد تحبينه من أولادك، تجيب: أحب الغائب حتى يعود والمريض حتى يشفى وهي تقصد أن حبها لهم بالتساوي في حال تميز بين أولادها بالتعامل دون أن تدري.
القسوة الزائدة: في غير موضعها، كلنا يعلم كآباء أن القسوة مطلوبة في بعض الأحيان ولكنها مؤذية جدا للطفل في أحيان أخرى، فهي تجعله طفلا مجرما هجوميا بين أقرانه هنا قاسيَ القلب، ولا يخفى على أحد أن هذا الطفل وتعامله وتصرفاته ستنعكس على المجتمع ليس فقط على الطفل أو على أسرته.
عدم الاهتمام والتواصل: نرى كثيراً من الآباء مشغولين بأعباء الأسرة سواء أكانت هذه الأعباء مادية أو غيرها، فنرى الأب يخرج من المنزل منذ الصباح حتى المساء وغالبا يعود بعد أن يكون الأطفال قد ناموا، وإن جاء قبل أن يناموا نجده متعباً مرهقاً لا يطيق أن يلاعب أطفاله قليلا أو يسامرهم أو يستمع إلى مشاكلهم، وكذلك الأم نجدها طوال الوقت منشغلة بالتنظيف والاهتمام بشأن البيت وبالأولاد ولكنها تنسى أن من مهامها الأساسية الاستماع إلى الأطفال وإلى مشاكلهم، هناك فرق بين التربية والعناية أن أعتني بأطفالي من ملبس ومأكل شيء وأن أقوم على تربيتهم والاستماع إليهم شيء آخر.
هنا نلاحظ أن معظم الآباء يقعون في هذه الأخطاء دون وعي أو دراية منهم، لذا علينا أن ننتبه وننبه لأن الأسرة عماد المجتمع. 
خمس أخطاء قاتلة في تربية الأبناء
المقالات